قامت، أمس، مديرية النقل بتيزي وزو، مرة أخرى، بضرب استقرار القطاع بعاصمة الولاية، حيث بقرار مفاجئ أقدمت على تحويل ناقلي المسافرين الموجودين داخل المحطة البرية القديمة إلى نقطة أخرى الواقعة بالمنطقة المسماة جنوب - غرب المدينة، ليكون بذلك المواطن من جديد الضحية الوحيدة لقرارات المديرية غير المدروسة، نظرا للمشاكل العديدة المترتبة عنه، والتي تضاف إلى تلك الناجمة عن مخطط النقل الجديد المعتمد في 2011 من طرفها، والذي أثبت مع مرور الوقت فشله على كافة الأصعدة. استمرت السلطات الولائية بتيزي وزو، وعلى رأسها مديرية النقل، أمس، في تطبيق سياستها المكملة لمخطط النقل المعتمد بعاصمة الولاية منتصف 2011، وذلك رغم الفشل الذي سجله على الميدان مباشرة بعد دخوله حيز التنفيذ، حيث أقدمت في الساعات الاولى من صبيحة أمس وبقرار دون سابق إنذار، على غلق المحطة البرية القديمة التي كانت فيما قبل تستغل من طرف الناقلين التابعين لعدة بلديات بالولاية على غرار كل من تڤزيرت، ماكودة، بترونة، تادمايت، معاثقة، بني زمنزار، ثيرميثين، وقامت بتحويلهم إلى نقطة أخرى بالمكان المسمى "جنوب غرب المدينة"، وبالضبط بمحاذاة فرع المؤسسة الوطنية لتوزيع مواد البناء.. الوضع الذي تسبب في خلق فوضى عارمة بالمكان، خصوصا بعدما كان محل انتقاد شديد من طرف بعض الناقلين وكذا المواطنين على حد سواء، نظرا للنقائص العديدة التي تعتريه، إذ هو عبارة عن طريق فرعي شديد الانحدار يعبره خط للسكك الحديدية وتم إعادة تزفيته مؤخرا، ليخصص كمحطة لاحتضان ناقلي المسافرين القادمين من البلديات السالفة الذكر كمرحلة أولى، ومن ثم التحول في المرحلة الثانية إلى وسط مدينة تيزي وزو بواسطة حافلة للنقل المسافرين، سواء تعلق الأمر بتلك التابعة للمؤسسة العمومية لنقل الحضري والشبه الحضري أوالتابعة منها للقطاع الخاصة. المواطنون في تصريحاتهم ل«الجزائر نيوز" أكدوا أن السلطات العمومية بقرارها هذا تثبت أنها بصدد تطبيق سياسة تأخذ من خلالها انشغالات جميع الأطراف الفاعلة بالقطاع دون أن تولي اي اهتمام للمواطن البسيط، وما سيتكبده من عناء جراء ذلك، خصوصا أن قرار المتخذ يلزمهم بدفع مبلغ إضافي مقارنة بسابقه المقدرة قيمته ب 15 دج، ناهيك عن الوقت الذي يهدر كذللك للالتحاق بوسط المدينة، فإذا كان في السابق يتطلب فقط 10 دقائق كأقصى تقدير، ففي الوقت الراهن يستغرق قرابة نصف ساعة، الأمر الذي جعل الكثير منهم يفضلون قطع قرابة كلم مشيا على الأقدام وتحت الحرارة الشديدة لبلوغ مدخل المدينة بالقرب من المحطة البرية القديمة. كما أضافوا أن الموقف الحالي يفتقر إلى أدنى الضروريات من واقيات للشمس أو المرافق الخدماتية الأخرى بحكم موقعه بالمخرج الجنوبي للمدينة البعيد عن مركزها. من جهتهم أشار الناقلون إلى أن المكان الجديد الذي تم تخصيصيه لهم يصلح لكل شيء، ما عدا ممارسة نشاطهم، وذلك لشدة انحداره وافتقاره لأدنى الشروط المساعدة لهم لمزاولة نشاطهم، الأوضاع التي دفعت بناقلي تيڤزيرت بالإضراب عن العمل تنديدا على القرار، وهو نفس الشيء الذي أقدم عليه أصحاب سيارات النقل الجماعي رقم "3"، لكون أن القرار يهدد نشاطهم بالزوال لغياب مستعملي الخدمة بموقفهم.