- نعمل على الترتيب لصيف بلا انقطاع في الكهرباء ورمضان مستقر بالتموين قال الوزير الأول عبد المالك سلال، بالبيض نهاية الأسبوع، لدى تعرضه للمسألة الأمنية بالساحل "نحن دعاة سلم ولابد من أن نحاور بعضنا البعض وإلا فإننا برهنا للعالم بأننا لن نتسامح مع من يمس أرض الشهداء مثلما حدث بإن أميناس". وقال في سياق آخر:"لا خيار أمام الحكومة لامتصاص البطالة بين الشباب عموما والجامعيين خصوصا عبر خلق مناصب شغل من خلال إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة، لأن الوظيف العمومي لم يعد بقدرته امتصاص البطالة". هذا التصريح أدلى به الوزير الأول أمام المجتمع المدني بالبيض، إذ طمأن أن أحوال الجزائر الاقتصادية "بخير فلا تصدقوا النظريات التي تقول عكس ذلك"، موضحا:"صحيح لدينا نقائص سواء في رجالنا أو في تسييرنا، ولكن لايزال للجزائر من الإمكانيات والقدرات ما يجعلها تمضي بعيدا في التنمية والتطور"، وأردف:"هناك من يقول أن مقدرات الجزائر الطاقوية ستتبخر بعد 25 سنة، نحن نقول لهم أنتم من سيتبخر"، معللا كلامه بالقول:"لقد اكتشفنا مؤخرا حقلا مهما من الغاز الصخري"، لكنه عاد ليقول لاحقا "إذا بقينا في اتكال على البترول فقد نواجه الكارثة وعلينا الخروج من اقتصاد مبني على البترول، إذ لم نكف عن قول هذا منذ 62 ولكننا بقينا نعوم في المحروقات إلى اليوم". وفي معرض حديثه عن البطالة، قال:"إنها ليست خاصية جزائرية بل عالمية، واليوم علينا إدراك حقيقة وهي أن الوظيف العمومي لم يعد بوسعه توفير مناصب شغل أكثر مما سبق، وبالتالي المجال اليوم مفتوح أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة". وكشف الوزير الأول عبد المالك سلال، في السياق ذاته:"إننا نشجع اليوم على خلق الشركات وبإمكان الشركات العمومية المفلسة العودة إلى العمل بشراكات على قاعدة 51/49 مع الأجانب أوالخواص"، موضحا:"إن هذا المجال مفتوح للجميع، والحكومة لا تطلب غير أن تكون المؤسسات ملتزمة جبائيا وبقوانين العمل التي تضمن حقوق العمال"، داعيا الشباب إلى التوجه نحو خلق مؤسساتهم الخاصة، مصيفا:"هناك نماذج ناجحة منها شراكة جزائرية تركية بغليزان في قطاع النسيج والألبسة، إذ يعتزم المعمل على تصدير منتوجاته وتمويل السوق الجزائرية في غضون سنوات قليلة". وقال الوزير الأول في سياق اجتماعي:«إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لمواجهة المشاكل اليومية للمواطنين، فقد درسنا التحضيرات لموسم الاصطياف من أجل راحة الجميع، ودرسنا كيفيات المحافظ على استقرار التموين الغذائي تحسبا لشهر رمضان، وعملنا على تعزيز القدرات التقنية لضمان تزويد مستقر بالكهرباء خلال الفترة ذاتها". موضحا في باب الطاقة الكهربائية أن "شركة سونلغاز أنجزت في ستة أشهر ما لم تنجزه في أربع أوخمس سنوات". وتحول الوزير الأول في معرض حديثه إلى الملف الأمني، قائلا "إننا بالبيض وأعلم أنها لا تنعزل عن المناطق الجزائرية التي تعرف مشاكل أمنية، لكننا نؤكد لكم أن الدولة تسهر ليلا ونهارا على الدفاع عن أمنها الوطني، دون أن يخرج جندي واحد من التراب الجزائري، لأن هذا ما ينص عليه دستورنا، إلا أن الإرادة قوية بالداخل للتصدي للإرهاب، فموقفنا كان واضحا في حادثة إن أميناس والرسالة كانت أننا لن نتسامح مع من يمس بأرض الشهداء". وبدا سلال كأنه يبعث برسالة "مصالحة وركون للسلم" عندما خاض في المسألة الأمنية، إذ توجه إلى جهات لم يسمها بالقول:"إننا لسنا دعاة عنف ونحن ضد كل من يمس مصلحة المواطن والمجتمع، فلنجنح إلى السلم، فنحن دعاة له ولابد من التحاور مع بعضنا البعض، فالعنف لن يوصلنا بعيدا". وكان تنقل الوزير الأول عبد المالك سلال إلى ولاية البيض، يوم الخميس، لمعاينة مشاريع تندرج في البرنامج الرئاسي الخماسي، حيث وقف عند 11 محطة في قطاعات الأشغال العمومية والسكن والمياه والنقل والرياضة. وكان من أهم ما أمر به أن يتم توزيع كافة السكنات الاجتماعية الجاهزة بالبيض قبل رمضان القادم، وأن يتم تقليص مدة إنجاز خط السكك الحديدية الرابط بين المشرية والبيض إلى 32 شهرا بدل 44 شهرا "لكون العوائق الجغرافية والطاقوية من تضاريس وعرة وشبكات مياه وأعمدة كهرباء، غائبة".