عاش شارع ديدوش مراد بالعاصمة، أمس، حادثا دراميا وأليما بعد أن انهارت قطع من الخرسانة على رؤوس بعض المارّة وعمال كانوا يزيلون الأجزاء التي بناها أصحاب المحلات بطريقة غير شرعية، في إطار إعادة التهيئة التي أطلقتها بلدية الجزائر الوسطى، وانتهت الحادثة الأليمة بوقوع قتيل وثلاثة جرحى. يوجد شارع ديدوش مراد منذ أشهر في حالة استعداد وتأهيل لدخول "عهد المدينة التي لا تنام" كإجراء أقرّته حكومة عبد المالك سلال عند مجيئها في نوفمبر الماضي، حيث تعكف مصالح بلدية الجزائر الوسطى على إعادة ترميم الواجهات وإزالة كل الزوائد الإسمنتية التي أنشأها أصحاب المحلات على طول الشوارع الرئيسية للجزائر الوسطى ومنها شارع ديدوش مراد، وتتمثل تلك الزوائد في بلاطات ضخمة من الخرسانة أنشأها أصحاب المحلات الواقعة في الطوابق السفلية من البنايات بهدف تجنب سقوط النفايات المنزلية البسيطة أو المياه المستعملة على رؤوس الزبائن من الطوابق العلوية. لكن تلك البلاطات والحاميات الإسمنتية التي أنشأها أصحاب المحلات شوهت كثيرا منظر الواجهة العامة لأهم الشوارع بالعاصمة، فقررت البلدية إرسال إخطارات لأصحابها من أجل إزالتها، ولكن لدى الشروع في أشغال التهيئة حدث ما لم يكن في الحسبان. في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا هوت إحدى البلاطات الخرسانية الضخمة من علو حوالي ثلاثة أمتار على رؤوس العمال الذين كانوا يحاولون تكسيرها جزءا جزءا، وعلى بعض المارة بشارع ديدوش مراد وبالضبط قبالة محطة "ميسونيي" لتوقف الحافلات. الحصيلة كانت مؤلمة، قتيل وثلاثة جرحى ? الضحية هو أحد العمال الذين كانوا بصدد إزالة الخرسانة، وما هي إلا دقائق حتى هرع الناس إلى موقع الحادثة لتقديم الإسعافات، إلا أن حالات المصابين استعصت على المتدخلين من عموم المواطنين، كونها كانت عبارة عن كسور خطيرة وإصابات بليغة في الرؤوس منها ما تشوه رأسه ووجهه منها، حيث انتشرت الدماء في كل مكان وأصيب شارع ديدوش مراد برمته بالذهول والدهشة من هول الصدمة. وما هي إلا دقائق حتى وصلت سيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى نحو مستشفى مصطفى باشا الجامعي. هذا، وقد تنقل ضباط سامون من الشرطة لعين المكان من أجل تنظيم المرور، كما تنقل رئيس المجلس الشعبي البلدي حكيم بطاش، الذي اعتبر الواقعة نتيجة من نتائج البناء الفوضوي واهتراء الأجزاء الزائدة فوق المحلات التي تقدمت في درجات الاهتراء. وأوضح مير الجزائر الوسطى الذي قرر إعادة الحيوية لوسط العاصمة، بأن الحصيلة الأولية تتحدث عن ثلاثة جرحى، بينما ما وقفت عليه "الجزائر نيوز" التي كانت قريبة من الحادثة وجود أربعة أشخاص في عداد الجرحى أحدهم لم يُنقل في سيارة الاسعاف وأحدهم لقي حتفه بعد نقله إلى المستشفى.