قطرات المطر التي غسلت السماء غسلت معها قلب حماري الذي يكاد ينفجر مما يحدث في البلاد من تجاوزات ومع ذلك لم يستطع الخروج بتفكيره من هذه الحالة الكاريكاتورية التي نعيشها. قلت له ساخرا...ما هو الشيء الذي لا يعجبك أيها الحمار؟ قال ..كل شيء من اليمين إلى اليسار قلت....أليس هناك شيئا واحدا يعمر العين مثلا؟ قال ناهقا...ماكاش ماكاش قلت...لكن عندما تخرج إلى الشارع ترى الناس تمارس حياتها بصفة عادية جدا وليس هناك ما يدل على تذمرهم مثلك قال..لقد ألفوا الضياع فدخلوا في دوامته قلت...افعل مثلهم حتى تريح وترتاح قال ...لم أستطع جربت كل أنواع العقاقير والحشيش حتى أفقد عقلي وأنضم إلى الصف ولم أقدر قلت...جربها بوعي ولا تخف قال صارخا.....بوعي؟ مستحيل جربتها وأنا "دايخ" ولم أقدر تريدني أن أدخل بكامل عقلي لا أبدا. قلت...إذن عش شقيا كما أنت ولا تتحدث عن الضياع. قال....وهذا ما يحدث لذلك تراني أوشك على الانفجار قلت...ستمرض ولا مشفى يداويك نهق نهيقا شديدا وقال...البلاد كلها مريضة ولا أحد داواها وأنت تريد أن تداوي حمارا مثلي ليس له أي قيمة قلت..لا تقل هذا أنت مواطن صالح تنحنح وقال...خليها على ربي وغدا ستعرف الصالح من الطالح.