قال حماري وهو ينهق نهيق الخراب... ماذا يحدث في هذه البلاد يا صاحبي، لم أقدر على فهم أي شيء من كل هذه الخالوطة؟! قلت ساخرا: حدّد.. عن أي خالوطة تتحدث؟ قال: الخالوطة السياسية طبعا! قلت: سأقول لك كما يقال في المقاهي والشوارع “ماتفهمش خير"... قال مندهشا: المصيبة أني فاهم كل شيء! قلت: ومع ذلك تقول أنك لم تفهم أيها الحمار.. ما هذا؟ قال: أزعم أني أعرف ما يدور من حولي ومن حولك ومن حول كل البلد، لكن بعض المعطيات، التي تطرأ مثل الجرب والبوحمرون تجعلني أسأل من له مصلحة في كل هذا العبث؟ قلت: هو الذي له مصلحة في الفساد.. قال: المفسد يسرق ويهرب، لماذا يبقى للتخلاط؟ قلت: لأن التخلاط يساعد هؤلاء على المزيد من السرقة والتمويه حتى لا يُعرف لهم أثر.. قال: تقصد بعد أن فاحت روائح سوناطراك وسونالغاز وغيرها.. زادوا عليها بسرقة مجلس قضاء العاصمة وحرق مجلس قضاء وهران... قلت: مثلا، هذا خراب من نوع آخر.. قال: سأنتف شعري وأضرب رأسي للحيط حتى يخرج كل الوسواس منه.. قلت: وهل أنت موسوس يا حماري؟ قال ساخرا: هلكتني السياسة وجنونها لذلك يجب أن يرقيني بلحمر مما أصابني! قلت: ويجب أن يرقي معك كل الساحة السياسية لأنه يبدو أن جن الرئاسيات مسّهم جميعا، لهذا أصبحوا يجرون في كل الاتجاهات بعيون مغمضة.. نهق نهيقا ساخرا.. وقال: واش راحلي فيهم المؤمن يسبق في روحو..