أختتمت أول أمس بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين فعاليات الدورة الأولى لملتقى مزغنة للإبداع الأدبي والفكري الذي نظمه فرع اتحاد الكتاب بالعاصمة والذي جاء تحت شعار «الكتابة قضية ورؤية ووجهة نظر» وتم ذلك بحضور عدد معتبر من الوجوه المثقفة إلى جانب المشاركين الذين أبدوا استحسانا كبيرا للمتلقى في طبعته الأولى. وقد استهل الأستاذ الدكتور عثمان بدري مداخلة الاختتام التي جاءت بعنوان «التجارب الجديدة في الشعر الجزائري» بتقديم لمحة وجيزة عن التجارب الشعرية الجديدة والتي يرى أنها ساهمت بشكل جميل في إحداث تنوع بالطبوع الشعرية بالساحة الأدبية الجزائرية. كما تحدث عثمان بدري عن موقع مشهد الشعر الجزائري، حيث قال إن الشعر الجزائري له موقع متميز في خارطة الشعر العربي، ففي بعض الأحيان نجد صوت الشعر الجزائري يطمح إلى التفوق على بعض الأشعار العربية. كما تأسف المداخل عن تقلص نسبة الشعراء وقد أرجع ذلك لتراكم «الأجناس» الأدبية كالقصة والرواية اللتين أخذتا تغويان الكثير من الأدباء، وبالتالي تنوع المبدعين في الأشكال الأدبية ساهم بدوره في تقليل نسبة المنارة الشعرية. وعرج د. عثمان بدري على الحديث من جديد عن التجارب الشعرية الجزائرية الراهنة، حيث أكد أنها تملك القدرة على الإبداع، إلى جانب أنه يميز شعرها اللغة الشعرية الجميلة وبالتالي يرى د. بدري في هؤلاء المبدعين مشروعا لشاعر حقيقي، مضيفا في الصدد ذاته أن الشاعر المتميز هو الذي يشارك غيره في همومه، إلى جانب ذلك فهو يحمل رسالة مقدسة للإنسانية. وقال إنه رغم غياب الحياة الثقافية التي تجعل الشعراء يتواصلون ويجددون طاقتهم الإبداعية، غير أنه اكتشف خلال تجربته بميدان الشعر أن المخيلة الجزائرية متألقة وحيوية، خاصة الجيل الجديد من الشعراء. ومن جهته أبرز جمال سعدواي رئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين النقاط الرئيسية للملتقى، التي تهدف إلى إنتاج المعرفة والإبداع وكذا تشجيع المنتوج الفكري لأن يكون حاضرا في الساحة الثقافية والأدبية الجزائرية. كما أتبع الاختتام بتقديم قراءات شعرية من طرف شعراء على غرار مسعود طيبي، كمال شرشار، عبد الحفيظ بوخلاط، أحسن بقريش، سمية معاشي، كما تم تكريم المبدعين والمفكرين المشاركين بالتظاهرة.