استضاف اتحاد الكتّاب أمس، فرعه بولاية سكيكدة، وذلك في يوم أدبي شاركت فيه كوكبة من مبدعي روسيكادا.المناسبة، تدخل في إطار العدد الخامس للقاء الفروع، ويسمح لمبدعي الجزائر، أن يعرضوا إبداعاتهم في العاصمة، كما يسمح بالاحتكاك بين المبدعين فيما بينهم. في كلمته الترحيبية، أكد الأستاذ يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، على أهمية هذه اللقاءات وعلى ضرورة الاحتكاك بين مبدعي الجزائر، مركزا على أهمية الفروع التابعة للاتحاد التي أصبحت تترابط ليس فقط إبداعيا أو فكريا، إنما حتى اجتماعيا وانسانيا، لتزيد من ترابط أبناء هذا الشعب من الحدود إلى الحدود. رئيس فرع العاصمة، الأستاذ جمال سعداوي، اعتبر مبدعي سكيكدة أشقاء في النضال، من أجل إعلاء الكلمة الصادقة والهادفة والنظيفة. ضيوف العاصمة، ترأسهم الشاعر محمد ڤاري(رئيس فرع اتحاد الكتاب بسكيكدة) وبمناسبة هذه الزيارة، راح ڤاري يتغنى بروسيكادا التي تشبه إلى حد كبير العاصمة ابتداء من زرقة البحر والوجه الحسن، وصولا إلى عشق الإبداع والكتابة، كما أكد أن وفد سكيكدة جاء بالجديد خاصة في مجال الاصدارات، ليشارك في تظاهرة شعارها “من أجل الكتابة ومن أجل الوطن نموت”. كما وقف الحضور وبطلب من الوفد السكيكدي، وقفة صمت ترحما على روح الفقيد الشاعر “مالك بوذيبة” ابن سكيكدة البار. وقدم الشاعر الصادق حفايظية مداخلة بعنوان :المشهد الإبداعي والثقافي بولاية سكيكدة. ومما جاء فيها، أن سكيكدة تعدّ الثانية وطنيا بعد بسكرة من حيث الإبداع (قصة، رواية، شعر...) ويبلغ عدد الأدباء السكيكديين الذين أصدروا إبداعاتهم مؤخرا (منذ سنة) 60 مبدعا. أمّا الكتب التي تم طبعها فبلغت 100 عنوان، كما أن مديرية الثقافة للولاية طبعت هذه السنة 16عنوانا وذلك في إطار برنامج الاحتفالية بمرور 50 عاما على الاستقلال. تتميز سكيكدة بكثرة مبدعيها الذين حصدوا الجوائز الوطنية والعربية والدولية، فبخصوص الجوائز الدولية، برزت الكاتبة فاطمة سعدي وجميلة زندير، وفي العربية يوسف غليسي (جائزة زايد) وزهرة بوسكين (جائزة الصباح)، وحسن كليلاني وبوصبيعة رابح (الجائزة المغاربية)، وهذا مايعكس النشاط الإبداعي بهذه المنطقة وحيويته، وكذا نشاط الفرع ومديرية الثقافة على حد سواء. روسيكادا معروفة أيضا، بملتقياتها ومهرجاناتها الكثيرة، وهنا ذكر المتدخل ببعضها مثل: ملتقى الأدب والثورة، ملتقى الفن التشكيلي والشعر، وهو توأمة بين الفنانين التشكيليين والشعراء، علما أن بعض الفنانين حولوا القصائد إلى لوحات زيتية. وهناك مهرجان الشاطئ الشعري، بحضور أسماء عربية ووصلت المشاركة إلى 20 دولة، إضافة إلى ملتقى “الربيع الثقافي لسيدي مزغيش” و«المرأة والإبداع” وغيرها من الفعاليات الثقافية. بعدها حان موعد القراءات الشعرية، وقد استهله الشاعر حمزة العلوي ب “سيدة المقام” ثم صورية إينال التي أعتبرت اللقاء تواصلا انسانيا متدفقا بالدفء والعطاء، لتقرأ «عطر الذهب»، تلاها الشاعر محمد ڤاري «براءة طفلة»، كما قرأت سارة جغريف «رائحة الورق» وهو مقطع من رواية حاولت فيها ربط الطبيعة بالحياة اليومية الدائرة بمنطقة من مناطق سكيكدة، أمّا الصادق حفايظية قرأ من جانبه «عصفورة الفجر» جاء في مطلعها” ”هذا الصمت أعياك فإلى متى تدمن الفجر عيناك غني مع الفجر حركي وترا لولاك ما اهتزت الأوتار” وكلها قراءات أنجذب إليها الجمهور بتفاعل وتصفيق حار، كما كان المجال مفتوحا تماما بين المنصة والقاعة، مما أعطى اللقاء حيوية وتفاعلا أكبر. هكذا سعدت البيضاء باستقبال سكيكدة عاصمة الفرولة والزيتون والريحان، المدينة التي سماها المبدعون عبر أجيال متعاقبة مدينة الحب، إلّا أن سكيكدة ورغم هذا الحسن تبقى شامخة بتاريخها الثوري، كيف لاوهي عاصمة الشمال القسنطيني التي قدمت قوافل من شهداء خطوا أسماءهم في سجل المجد.