إستمتع الجمهور السكيكدي المتذوق للمسرح سهرة أول أمس الخميس، بالعرض الشرفي لمسرحية "الزهرة الملعونة" من إنتاج المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، التي تحكي معاناة سكان جنوبالجزائر جراء التفجير النووي برقان. وتناولت هذه المسرحية لمدة ساعة أحداث رحلة خريطة طريقها كان من المفروض أن يكون إلى بقعة من بقاع جنة في الأرض وهي الصحراء الجزائرية فإذا بها تنتهي في عالم آخر رهيب لا يعرف عنه الزوجان الفرنسيان ديميتري وماري، شيئا ولم يسبق لهما وأن سمعا عنه بعد أن أخطأ الطريق وانحرفا عن مسارهما ليجدا نفسيهما بمنطقة بها إشعاع نووي دون علمهما وذلك بعد العطب الذي أصاب سيارتهما. وهنا تبدأ أحداث القصة المرعبة، حيث توجه ماري اللوم لزوجها الذي جرها في هذه الرحلة رغم رفضها وهي البنت البورجوازية المدللة التي لم تتعب يوما في حياتها. أما دميتري فهو الشاب الفقير الذي كان دائما يناضل من أجل حقوق الإنسان ووالديه اللذين كانا يعيشان في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي لها فكانا دائما في الجبهة لمساعدة المجاهدين. ولما اشتد الجوع والعطش بهما ظهر الرجل الأزرق الترقي الذي قدم لهما ماء وطعاما قبل أن يكشفا عن وجهه الملثم ليلحظا فظاعة التشوه الذي به ليبدأ بالتساؤل عن سبب هذا التشوه ليكتشفا ما قامت به القوات الفرنسية في سنوات الستينيات بتجربتها للقنبلة النووية في صحراء الجزائر، التي ستبقى آثارها ممتدة لأكثر من 40 مليون سنة. ويتساءل في الأخير الممثلون عمن سيتحمل مسؤولية التشوهات والسرطانات وحمل الإشعاع بواسطة العواصف الصفراء التي تحمل العدوى وإلى متى ستتجاهل الدولة المدمرة التي خانت حتى أبناءها خطر إشعاع اليربوع الأزرق في الصحراء. وقبل مغادرة الزوجين المنطقة بعد قدوم هيليكوبتر لنجدتهما نصحهما الترقي بعدم المخاطرة بإنجاب أطفال لأنهما قد تأثرا بالإشعاع الذي تسببت فيه حكومتهما قبل 50 سنة.