كشف مصدر فرنسي على صلة بملف التجارب النووية الفرنسية، أن عدد الجزائريين ضحايا هذه التجارب، يقدر بحوالي 700 شخص، مؤكدا أنه سيتم تعويضهم ماليا، مع الأخذ بعين الاعتبار كل المتضررين بصورة غير مباشرة وذويهم أيضا، إذا ثبتت إصابتهم بأمراض ناجمة عن الإشعاع النووي، مع التكفل بالمخلفات الاجتماعية، كفقدان العمل وغيرها، حيث ستدرس كل حالة على حدى من طرف مختصين• وأشار محدثنا، الذي التقيناه في باريس، إلى أن العملية تسبقها دراسة للملفات التي يقدمها المتضررون، وستخضع إلى التحقيق والتشخيص، حيث يتم التعويض عن طريق تخصيص مبلغ مالي يختلف من شخص إلى آخر، حسب ما تقتضيه الحالة، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي لضحايا التجارب النووية بين جزائريين وفرنسيين، يصل إلى 27 ألف شخص، قائلا: ''المشروع الفرنسي يقضي بتعويض كل المتضررين من التجارب النووية بغض النظر عن جنسياتهم''• ومقابل هذه الشهادة، أوضح المسؤول الفرنسي أن الدراسات أثبتت أن الإشعاع النووي لم يحدث أية خسائر زراعية أو اقتصادية في الصحراء الجزائرية، وعن الأرشيف النووي قال ''إن فرنسا أخبرت نظيرتها الجزائرية في وقت سابق، بخطر الأماكن التي كانت مسرحا للتجارب النووية، خاصة تلك الموجودة في أنفاق ''تلافلا'' بتمنراست، التي كانت مسرحا ل 13 تجربة نووية، وعلى أساس ذلك تعهدت الجزائر من خلال اتفاقيات ايفيان، بأنها ستأخذ على عاتقها التكفل بالأمر• وذكر المتحدث أن أول تجربة نووية فرنسية في الجزائر انطلقت في فيفري 1960 بمنطقة حمودية، في رقان، في الصحراء، ثم تبعتها أربع تجارب هي ''اليربوع الأزرق''، ''اليربوع الأبيض''، ''اليربوع الأحمر''، و''اليربوع الأخضر''• وبعد الاستقلال، واصلت فرنسا تجاربها النووية في الجزائر إلى غاية 1965، ولكن هذه المرة في جوف الأرض بمنطقة جبل عين أكر في الهقار، في أقصى الجنوب• وأفاد المصدر بأن فرنسا قامت بنحو تسع وخمسين تفجيرا نوويا سطحيا وباطنيا في صحراء الجزائر في منطقة رفان، وأن التفجيرات التي أجريت على سطح الأرض تمت في منطقة حمّودية، وكانت نقطة الصفر على بعد ستين كيلومتر من منطقة رقان، ثم التجارب الباطنية التي تمت في جبل تلافلا ، بمنطقة عين أكر، بالإضافة إلى مواقع أخرى بالمنطقة• وبلغ عدد تلك التجارب نحو مائتين وعشرين تفجيرا، وشارك في التجارب بصورة مباشرة أكثر من عشرة آلاف فرنسي، بين عسكريين ومدنيين، و3500 جزائري، وتبنت فرنسا مؤخرا مشروع قانون لتعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في مستعمراتها القديمة، ويتعلق الأمر بالتجارب التي أجريت في المناطق الصحراوية جنوبالجزائر، والمستعمرات الفرنسية في جزر بولينيزيا في المحيط الهادي، ومما علم من تفاصيل المشروع أنه يحدد مبلغ عشرة ملايين أورو كميزانية أولية لتعويض المتضررين•