أفتتح، مؤخرا، برواق ديدوش مراد، معرض للفن التشكيلي للفنان محمد دجوا، وقد ضم المعرض أكثر من عشرين لوحة تنوعت بين الواقعية والسريالية، وحضر الافتتاح نخبة من الفنانين التشكيليين، إلى جانب عشاق هذا الفن، وستدوم التظاهرة الثقافية إلى غاية 62 من الشهر الجاري· أبدعت ريشة الفنان محمد دجوا في معظم اللوحات لتحويل الأشياء الجامدة إلى أشكال حية من خلال كسر الحواجز باختصار المسافات بين الفنان والمتلقي، والعمل على وضع خطوط التقارب بين الريشة وجمال الطبيعة· إلى جانب ذلك، فإن الفنان فضّل من خلال ريشته أن يروي الحياة اليومية البسيطة في قالب فني رائع، حيث تطرق في معظم لوحاته إلى الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية التي تربط بين الأفراد في قالب سحرت الريشة ألوانه. أما الملفت للانتباه، فإن الفنان تمكن من خلال زخم ألوانه وتعدد أشكاله أن يسافر بالجمهور إلى أكثر من عالم في فترة زمنية وجيزة، وهدفه بذلك استفزاز الحضور بشكل جميل، حيث يترك لمسة تحمل الكثير من الإبهام في كل لوحة إبداعية، وبالتالي يدخل المتلقي في صراع عميق معه بطرحه جملة من التساؤلات حول اللوحة وما تحمله من أهداف. كما أبدع الفنان بطريقة جذابة في تحويل بعض العلاقات الإنسانية إلى لوحات متفاوتة الجمال، حيث قال اإنني أستمتع كثيرا حين أحوّل العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى لوحات ممزوجة بالحياة، أما الشيء الذي يحفزني أكثر على خلق من العدم أشياء حية ملامستي للواقع المعيش بكل سلبياته وإيجابياته، فعاطفتي الصادقة تجاه الأشياء تدفعني للتفنن لتقديم الجمال من نواحي متعددة· وقد أثبت الفنان محمد دجوا جدارته في تقديم مجموعة من اللوحات، تنوعت أشكالها بتنوع مواضيعها، غير أنها اتفقت على تقديم الجمال في صور متناسقة الدلالات، وذلك لإمتاع زوار المعرض، فمثلا اللوحة التي جاءت تحت عنوان les parents، المتمعن في خطوطها العمودية والأفقية يكتشف تلك العلاقة الحميمة التي تربط بين الأبناء والوالدين، ولا يمكن لكلا منهما الاستغناء عن الآخر، هذا ما جسده الفنان حين استعان بالألوان الزيتية الحارة على جل مساحة اللوحة لإظهار معاني الحب والصدق لتلك العلاقة الفطرية. أما اللوحة الثانية المعنونة le rêve، تحدث الفنان من خلالها عن حلم الأفراد الذي يتفاوت من شخص إلى آخر، غير أنه ألحق المشروع بكل شخص، ولا يمكن أن يتجرد منه· أما اللوحة التي جاءت تحت عنوان jardin le، ففضّل الفنان أن يعرّج بالمتلقي إلى الطبيعة العذراء وما تحتويه من لمسات الجمال التي تبعث الحياة، وبنفس جديد، إلى روح البشر. للإشارة، محمد دجوا من مواليد 1974 بولاية تيبازة، خريج مدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، شارك بالعديد من المعارض الوطنية والمحلية، إلى جانب أنه حاز على شهادات شرفية .