28 سبتمبر 1970، يختفي جمال عبد الناصر عن الأنظار دفعة واحدة، وبشكل مفاجئ وحاد، وكانت تلك، هي موتته الثانية، بعد موتته السياسية الأولى التي أعقبت هزيمة جوان 1967 أمام القوات الإسرائيلية التي قضت في ساعات على أسطورة رجل القومية العربية الجديدة، والمتحدي للقوى الغربية والأمريكية الذي تحول في مخيال العرب إلى رمز الكرامة والافتخار والاعتزاز بالذات بعد قرون من الذل والهوان... كانت الهزيمة، ورغم شرورها على نفسية العرب والمسلمين لدى البعض الآخر الذين ذاقوا المر على يد نظام ناصر بردا وسلاما.. فالأنظمة العربية الموصوفة بالرجعية من قبل القوميين الوطنيين التقدميين واليساريين سرعان ما شعرت أن زمنها قد حان بعد أن تمرغ وجه خصمها العنيد والمتكبر في وحل الهزيمة النكراء.. وكذلك شعر الإخوان الذين امتلأت قلوبهم كراهية وحقدا على سالبهم كرامتهم ورغبتهم في الحكم وتحكيم "شريعة الله" بالتشفي، لكن ذلك لم يعلنوه أمام الملأ، لكن سرعان ما راحت أصواتها ترتفع من على كل المنابر مؤكدة ألا خلاص للعرب والمسلمين إلا بالإسلام كحل شامل ونهائي.. وانبرى ايديولوجيو الحركة الإسلامية من إخوان ناشطين وسابقين يكشفون من خلال خطبهم ومقالاتهم ومنتدياتهم سوءات الأنظمة الوضعية، والحلول الغربية المستهلكة من قومية ووطنية وعلمانية واشتراكية التي جنت على العرب بكل سوء وأوصلتهم إلى ما يعانون منه من هزيمة وهوان... وشعر ناصر أن كل وعوده وآماله الكبرى التي شارك فيها الملايين من العرب قد تآكلت وتبخرت في لحظة عارية لا يمكن تسميتها إلا بساعة الحقيقة التي يحاسب فيها كل مسؤول على أعماله... لم يكن أمام ناصر إلا واحد من حلين، الانتحار أو الاستقالة ووقع قراره على الحل الثاني، لكن تقدمه إلى تلك الجماهير التي طالما وعدها بالجنة والفوز على الأعداء بذلك الوجه الكئيب، والصوت المنكسر، والإرادة المقوضة، المستسلمة سرعان ما جعل تلك الجماهير الجريحة تنتفض بألم ومرارة رافضة أن يغادر سيد السفينة متنها في مثل تلك الليلة الحالكة والمهولة.. خرجت الناس وهي تهتف بملء حناجرها، رافضة الاستقالة، ورافضة الاستسلام ومحثّة على ابتكار طريق جديد، هو طريق المقاومة.. وكانت وصفة المقاومة بمثابة الوصفة السحرية التي أعاد اكتشافها هؤلاء العرب، هؤلاء المسلمين المطعونين في كبريائهم وكرامتهم أمام قوة إسرائيل الناهضة من أعماق تلك المجاهيل التي لم تكن تعني بالنسبة للعرب سوى قوتهم الطاغية وضعف عدوهم اللامتناهي.. لكن هذا الاكتشاف لمثل هذه الوصفة سرعان ما تحول إلى فتنة مجنونة مليئة بالصراخ الأليم والرغبة العنيفة في إعادة امتلاك غد وحيازة مستقبل غير متفق عليه... برز إلى السطح فريق، وهو من سمي بجيل الهزيمة يحمل معوله لينزل به على كل الثقافة والإيديولوجيا التي أوصلتنا إلى مثل هذا المستوى من الانحطاط والتخلف.. وفي نظر هذا الفريق، المصدر لكل هذا الشر المطلق هو الدين.. أو سيطرة الدين كإيديولوجيا على العقل العربي، وعلى الإنسان العربي، ومن هنا كان من الضرورة، تأسيس منطلق جديد، يتمثل في إعمال الفكر النقدي الصارم والجذري، في تقويض الإيديولوجيا الدينية والثقافة الغيبية التي قادتنا إلى الهلاك.. وظهر في هذه الفترة مبشرون بالإلحاد النضالي.. والعمل على توسيع ذلك على كل مجالات التفكير والممارسة من الاجتماع، إلى السياسة إلى الثقافة.. وتزامن صعود مثل هذه الأصوات مع أصوات غاضبة في الغرب رافضة النظام الرأسمالي والمؤسسة البورجوازية عرفت بأحداث ماي 1968، عبّر عنها مثقفون وفلاسفة وفنانون وأكاديميون متمردون على المنظومة القيمية والتربوية السائدة، ونذكر منهم جان بول سارتر، ميشال فوكو، ودانييل كوهن بنديت الذي كان أحد أبرز زعماء 68.. ويجب أن نقبل بالتناقض الوجداني الذي حملته ثورة ماي 68، لقد كانت مزجا بين آخر ثورة عرفها القرن التاسع عشر وحركة جديدة لم يسبق لها مثيل وضعت مشاكل آخر القرن العشرين، لقد أصبحنا دفعة واحدة سجناء الميثولوجيا، حيث أن النظرية الثورية كانت رثة ولكننا لم ننتبه أبدا إلى رثتها، لقد احتاج الأمر إلى سنوات لكي نعي هذا.. إن مكتسب ماي 68 هو التجربة التاريخية للفعل الجماعي الذي أسس المتخيل الجماعي.. وسيرج جولاي.. في "ماي 68 غيرنا الكوكب"، انتقلنا من مجتمع قروي ثقافيا إلى مجتمع مدني، وبينهما رمز المتراس الذي يفصل بين العالمين، 68 كانت تصدعا وكان الجيل العربي من المثقفين يطمح إلى ابتكار ماي 68 وذلك من خلال تحويل الإيديولوجيا القومية التي قامت على التوفيق والهجانة إلى لحظة تصدع، لحظة فوران جديد.. وفي ظل مثل هذا المناخ.. ظهرت كتابات كان لها صداها، وأثرها وردود أفعال صاخبة في المعسكر الآخر، معسكر الدينيين.. ويمتلىء ذكر كتاب "نقد الفكر الديني" للفيلسوف السوري صادق جلال العظم.. وكذلك أعمال في نقد التجارب القومية من وجهة نظر جديدة ومبتكرة ومتحررة، مثل "الهزيمة والإيديولوجيا المهزومة" و«اللاعقلانية في السياسة العربية"، "نقد السياسات العربية في المرحلة ما بعد الناصرية" للمفكر ياسين الحافظ، وكذلك ظهور موجهة جديدة في القصيدة العربية، مثل (محمود درويش، مظفر النواب، أحمد فؤاد نجم وأمل دنقل.. وكتاب نقديون، مثل عبد الله العروي، وعبد الكبير الخطيبي وبوعلي ياسين والطرابيشي.. ومقابل هذا التوجه النقدي تجاه الإيديولوجيا والدين، انبجس اتجاه آخر، تعود جذوره إلى تجارب سابقة، مثل دعوة محمد بن عبد الوهاب، وتجربة الإخوان في عهد الحسنين، حسن البنا، وحسن الغضيبي، وسيد قطب، ويرى هذا الإتجاه أن الخلاص الشامل يكمن في الدين، العودة إليه وعودته إلى حاضرنا وحياتنا.. فبإبعاد الدين من مجالات السياسة وحياتنا اليومية لحقت بنا كل هذه المنكرات والأضرار.. وقد تعاظم نفوذ هذا الإتجاه، عندما اكتشف العرب كل ذلك الفراغ في حياتهم الذي ولدته الهزيمة التي تحولت إلى عقدة نفسية وأخلاقية في أعماق الكثيرين.. لم يكن أمام المنهزمين إلا طريق واحد، وهو العودة إلى الله... ولقد ظهر ذلك، في الفترة الأخيرة من حقبة ناصر التي سادتها أصوات صاعدة تطالب بالنقد الذاتي لما تولد عن الفساد السياسي والأخلاقي، ولقد اتجه ناصر نفسه بتميز نفسه وتوجهات نظامه عن كل التوجهات اليسارية، بحيث راح يبدي نفورا من كل ما يمكن أن يقدم إساءة إلى مشاعر المؤمنين، مثل الأفكار الشيوعية، وحرصت أجهزته الرسمية عقب الحرب مباشرة كما ذهب إلى ذلك عبد العاطي محمد أحمد في كتابه "الحركات الإسلامية في مصر وقضايا التحول الديمقراطي" على إبراز اهتمام عبد الناصر بالسلوك الديني، وبررت بدورها سبب الهزيمة بالبعد عن الدين.. لقد مات ناصر، بعد موتته السياسية الأولى.. ومن جديد أظهر الشارع حالة لاعقلانية وهو خروجه على بكرة أصيله في تشييع منقطع النظير.. أدهش المراقبين، وأثار عدة تساؤلات وتعاليق حول هذه الظاهرة، لزعيم رفع شعارات وأحلاما كبيرة لم يتحقق معظمها.. لزعيم لم يكتف أن يكون رئيسا للمصريين، بل سعى إلى أن يكون زعيم العرب بأكملهم برفعه القومية العربية كراية للتحرر من الاستعمارات القديمة والجديدة، لكن هذا الزعيم الذي رفع راية التحرر ارتبطت به كذلك آلة تكميم الحريات وملاحقة المخالفين والمعارضين.. كل هذه الجوانب السوداء من شخصية وحكم ناصر تلاشت أمام تلك الحشود التي خرجت في أكثر من بلد عربي، تبكي زعيمها، ومعه كانت تبكي ذلك الزمن الواعد الذي حمل التحديات وبناء الملامح الكبرى لليوتوبيا العربية الجديدة التي طال انتظار تحقيقها، وراهن الإسلاميون وعلى رأسهم الإخوان على تحقيقها... ولقد بدا هذا الأمل قريب التحقيق في نظر إخوان مصر الذين تفاءلوا، ليس فقط برحيل ناصر المرحب به، في أعماقهم وفي لقاءاتهم ضمن الحلقات التي كانت تجمعهم بعيدا عن الأضواء ومراقبة العيون، بل بظهور هذا المناخ الجديد الذي راح يشيعه خليفة ناصر، وأخوهم السابق في الجماعة أيام الأربعينيات، محمد أنور السادات، الذي أطلق على نفسه عندما أصبح على رأس السلطة، لقب "الرئيس المؤمن"، ترى، لماذا لقب الرئيس المؤمن بالذات؟! هل كان ذلك إشارة إلى أن العهد الذي كان من قبل، كان عهدا بعيدا عن الإيمان، وقريبا من الأفكار الإشتراكية والشيوعية التي بنى الإخوان جزءا من مجدهم الإيديولوجي على محاربتها بالكتب والدراسات والخطب ذات الطابع الدعائي والدروس التي توسعت رقعتها إلى مختلف الفئات؟! لكن ما يعرف عن ناصر أنه كان رغم قوميته التقدمية رجلا ميالا للدين، ومعاديا للمتحررين في الفكر والإيديولوجيا ولقد ذاق على يده الشيوعيون المرارة مثلما ذاق خصومهم من الإخوان على يديه.. وشهادات كثيرة سجلها الشيوعيون، تؤرخ لذلك، مثل "الأقدام العارية" وكتاب "سجن أبو زعبل"... إن السادات الذي تقاسم مع ناصر كل ذلك الطريق العامر بالطموحات والخيبات والتحديات والمطبات، كان شريكا في تلك السياسات تجاه الشيوعيين والليبراليين من قدامى الساسة وكبار الموظفين ورموز الطبقات الثرية التي سادت لوقت، وكذلك تجاه الإخوان المسلمين.. كان يدرك أن حركات التحرر الوطني العربية قد انتهت إلى طريق مسدود، أو يكاد يكون مسدودا، وأن النهج الذي سار عليه ناصر لعقدين قد وصل إلى حدوده، وعليه، لابد له من سياسة جديدة تتشكل بالتدريج وبشكل مضطرد ومتصاعد وتقوم على التوازنات الداخلية والخارجية، ومن هنا، كان لصالحه أن يسود هذا المناخ الجديد من التدين الذي بدأ يعبر عن نفسه، ويكشف عن ملامحه منذ الهزيمة التي ألحقتها إسرائيل بمصر وبالجيوش العربية، ونظرا إلى هذه الموجة الجديدة من التدين إلى أداة يتمكن من خلالها امتصاص الغضب على الحكم والحكام والنخب المهيمنة وتحويله أحد دعائم سياسته الجديدة ووجهته التي كان يريد لها أن تتميز وتختلف عن الوجهة الأولى، الوجهة السابقة التي أصابها الوهن والاهتراء بعد هزيمة 1967، ورحيل صاحبها إلى الأبد... وكانت الخطوة التي أقبل عليها محمد أنور السادات، هي إطلاق سراح من تبقى من الإخوان في المعتقلات، وكانت رسالته من وراء ذلك واضحة وجلية، وهي تقديم عربون ثقة وحسن نية، وكان على يقين أن الإخوان سيتلقفون ذلك بحماسة وقوة وشكر وعرفان.. وفي الوقت نفسه كان السادات يسعى من وراء هذا الصفح الذي دشن به مرحلته السياسية في الحكم إلى تعديل ميزان القوة تجاه كتلة الناصريين التي وعدها أنه سيكمل المشوار الذي بدأه ناصر، وأنه سوف لن يحيد عنه قيد أنملة وكذلك تيار الشيوعيين الذي كان له نفوذه في الوسط الثقافي والإعلامي والاجتماعي.. وكان السادات في أشد الحاجة لإعادة الإسلاميين إلى الساحة كقوة حليفة له ولسياسته خاصة بعد تخلصه من رموز الناصرية، إثر الحركة التي وصفتها وسائل الإعلام المصرية والعربية بالحركة التصحيحية، وكان ذلك بتاريخ 16 ماي 1971، وترسيمه في دستور 1971 لمبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع في المادة الثانية من الباب الأول.. كما اجتهد محمد أنور السادات في إسبال رعايته ودعمه المباشرين لنشاط المؤسسات الدينية الرسمية.. كما سعى السادات إلى توظيف الورقة الدينية بذكاء مستغلا كل ذلك الفيض من المشاعر الوجدانية والدينية، إثر الانتصار الذي أحرزته قواته في حرب أكتوبر 1973.. كانت هذه الحرب، التي قدرت عبر مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية على أساس أنها أكبر الانتصارات التي لم يحققها العرب والمسلمون منذ قرون وعهود طويلة، وكانت بمثابة الحل السحري لتلك العقدة، عقدة الهزيمة المترتبة عن هزيمة جوان 1967 وقدم هذا النصر "التاريخي العظيم" كثمرة من ثمرات عودة الدولة والمجتمع إلى الدين وتحقيق الفضيلة.. وكانت غاية محمد أنور السادات من وراء هذا التوجه الإيديولوجي الجديد، قطع الطريق أمام الإخوان والإسلاميين من احتكار الدين.. فالدين أصبح حكرا للرئيس المؤمن وحده، وهذا ما يمكن أن يجعل منه زعميا بديلا عن ناصر.. زعيما يتجاوز القومية العربية، إلى القومية الإسلامية؟! إنه يريد تحقيق ما عجز ناصر عن تحقيقه.. ولم، لا، يكون الإخوان، أحد ذراعيه على الصعيد الإستراتيجي في هذه المعركة المقدسة ذات النفس الطويل، والنظرة البعيدة؟! ولقد استغل أنور السادات مثل هذه الأجواء المفعمة بمشاعر الزهو والانتصار والإحساس بعودة الدين الظافرة، وعودة الكرامة ليكشف عن نيته في تغيير وجهة البوصلة على المستوى الإقتصادي، وهو التحرر من الاقتصاد الإشتراكي والاقتصاد المخطط والاتجاه نحو الانفتاح على الليبرالية والاقتصاد الحر، ويعني ذلك طرق أبواب الغرب والولايات المتحدةالأمريكية على وجه الخصوص.. والابتعاد شيئا فشيئا عن الاتحاد السوفياتي، ولقد حاول السادات أن يبين عن ذلك، بطريقة مسرحية لافتة عندما اتهم السوفيات بالرداءة والغش وقام بطرد الخبراء السوفيات من القوات المسلحة المصرية.. مثل هذا المناخ الجديد راح يداعب خيال الإخوان الذين كانوا إلى تلك الفترات يعانون من الأثار المؤلمة والعميقة التي تركتها في نفسياتهم سنوات المحنة الممتدة من حقبة الملك فاروق إلى حوالي عشرين سنة من المعاناة والتنكيل في عهد حكم العسكر وزعيمهم جمال عبد الناصر... لقد انكسرت خلال هذه الحقبة الحالكة الطويلة الكثير من أحلام الإخوان بإقامة الخلافة أو الدولة الإسلامية وأضحت بالنسبة إليهم حلما بعيد المنال.. وتسربت إلى نفوس بعضهم من القيادات والأنصار مشاعر الاحباط واليأس، وهذا ما جعل الجماعة معرضة للانقسام والاضمحلال، خاصة بعد موجة الانشقاقات التي راحت تدب في الجسم الكبير وموجة المتحولين الذين تخلوا عن الجماعة وراحوا يشككون في نهجها ومستقبلها ورجالاتها.. لذا، كان مثل هذا الجو الناشئ الجديد، مولدا للأمل لكن المحفوف بالحذر والتخوفات تجاه، من هم في الحكم، لكن أيضا ممن هم يؤدون كلاعبين أدوارا على الساحة السياسية.. وبحسب المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان، وهو عمر التلمساني، أصيل مدينة تلمسان بالجزائر، فلقد أوحى في مذكراته أن السادات أبدى رغبة في إمكانية عودة الإخوان إلى الساحة السياسية وذلك في بداية عهده.. بحيث "أن الإتصالات بدأت فعلا بين السادات والإخوان في عام 1973 عن طريق الشيخ سيد سابق، (إخواني سابق) والوزير أحمد طعيمة، وعثمان أحمد عثمان الذي كان وزير للإسكان آنذاك، فقد زاره الشيخ سابق وأخبره أحمد طعيمة أن السادات على استعداد للقاء بعض الإخوان المسلمين المعروفين لإزالة ما في النفوس والتعاون على خدمة الوطن، ورحب التلمساني بالفكرة وذهب إلى حسن الهضيبي المرشد العام الثاني، في الإسكندرية وأخبره بحديث الشيخ سيد سابق، فرحب بالفكرة أيضا إن صحت النوايا عند أصحابها وكلفه بالاستمرار في المفاوضات.. وشكل الإخوان لجنة منهم لمقابلة السادات في الإسكندرية لوضع الصيغة النهائية للإتفاق...".