تميزت الساحة السياسية بالفتورالسياسي بسبب الغياب الكلي للأنشطة الحزبية، حيث لم يشهد الأسبوع الأول من شهر رمضان أي نشاط حزبي، رغم العدد المعتبر للأحزاب التي تزخر بها الساحة، والمقدر عددها بأكثر من أربعين حزبا. فما عدا الوقفة التضامنية التي نظمتها حركة مجتمع السلم يوم الجمعة الماضي - تزامنا مع الأزمة المصرية - فإن غياب الأحزاب كان واضحا، لكن هذا الاعتقاد لم تهضمه غالبية الأحزاب التي تباينت مبرراتها. رفض المكلف بالإعلام بجبهة القوى الاشتراكية، يوسف اوشيش، إدراج حزبه ضمن الأحزاب غير النشطة في الشهر الكريم، لاعتقاده أن حزبه لديه تقليد سنوي يتم بموجبه تسطير برنامج خاص بشهر رمضان يتمثل في إجراء لقاءات مع مناضليه، وندوات نقاش تعقد على المستوى المحلي وتدخل في إطار البرنامج الخاص بكل فيدراليات الأفافاس عبر ولايات الوطن، بالإضافة إلى البرنامج الوطني لقيادة الحزب، والمتمثل في عقد ندوات نقاش بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة، مضيفا أنه - كما جرت العادة - تنطلق برامج الحزب الخاصة بشهر رمضان سواء على المستوى المحلي أو الوطني في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل. ألحت الناطقة الرسمية باسم التجمع الوطني الديمقراطي، نوارة جعفر، على ضرورة استثناء الأرندي من قائمة الأحزاب غير النشطة في شهر رمضان، لانشغاله بالتحضير لمؤتمره الرابع المقرر عقده في الفترة بين 26 إلى 28 من شهر ديسمبر القادم، وانشغال أفواج العمل ال 14 واللجان الفرعية المنصبة من قبل اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر بإعداد اللوائح والقانون الأساسي الخاص والبيان الختامي المتعلق بالمؤتمر. وأشارت نوار ة جعفر إلى أن قيادة الحزب المؤقتة بقيادة عبد القادر بن صالح وأعضاء مكتب اللجنة الربعة عشر، موجودة يوميا في مكتبها، وهي تعقد اجتماعين كل أسبوع من أجل إتمام إجراءات تشكيل اللجان الولائية، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات الخاصة باللجان الولائية للإشراف على تحضير المؤتمر، خاصة بعد أن تمكن الحزب من تجاوز ما اصطلح عليه أزمة - تقول نوارة جعفر- التي تعتقد أن القطار في الأرندي قد وضع على السكة وانطلق في نشاطه بعقده دورة مجلسه الوطني الأخيرة. اعتبر رئيس حركة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أن شهر رمضان شهر العبادة ولا يفضل أن ينشط حزبه في هذا الشهر، وهذا ليس وليد الساعة بل اعتادت حركته على عدم برمجة أي نشاط في هذا الشهر، ماعدا بعض النشاطات المحلية المقتصرة على تنظيم إفطار جماعي ببعض الولايات. وأكد جاب الله أنه يفضل أن يخصص الشهر لمراجعة النفس وتنمية التربية الروحية لإطارات الحركة، ويمكن للحزب النشاط في 11 شهرا المتبقية من السنة. نحن في نشاط دائم.. بهذه العبارة رد الناطق باسم حزب العمال، جلول جودي، على تساؤلنا حول الفتور الحزبي الذي طبع بداية شهر رمضان، واستشهد باجتماع المكتب السياسي والندوة الصحفية التي ستعقدها رئيسة الحزب لويزة حنون اليوم، والتي ستخصصها كعادتها لتحليل الوضع السياسي العام داخل البلد وخارجه. وشدد الناطق باسم الحزب على أن الحزب يمتاز بالحركية والنشاط الدائم، بدليل انشغاله بالتحضير لمؤتمره المقرر شهر أكتوبر المقبل. كما يعكف الحزب على عقد مؤتمراته الجهوية والتي يتنقل لأجلها كل نهاية أسبوع قيادات الحزب إلى الولايات، مؤكدا على أن النشاط الحزبي ليس بالضرورة تجمعا شعبيا، بل هناك نشاطات أخرى منها المتعلقة بالمسائل التنظيمية. أما رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، فقد اعتبر حزبه الوحيد الذي دشن شهر رمضان بوقفة تضامنية مع الشعب المصري بأعالي المرادية، ولن تقتصر العملية - حسبه - على هذا النشاط بل فيه برنامج خاص بالشهر، منها الملتقيات والندوات التي سيتم الكشف عنها قريبا. ولم يتمكن مقري من مواصلة التحدث إلى "الجزائر نيوز" أمس، بسبب تواجده في اجتماع رفض الكشف عن فحواه.