الفضيل بن عياض..العابد الزاهد، أحد صلحاء الدنيا وعُبَّادها ولد بسمرقند سنة 107ه، ونشأ بأبِيوَرد، وارتحل في طلب العلم، والفضيل بن عياض قبل أن يصبح أحد الصالحين الكبار كان قبل ذلك يسرق ويعطل القوافل في الليل!، كان قوي البنية شجاعًا يخشاه الناس ويخافون منه كان يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، وكان الناس يقولون لبعضهم في الطريق إياكم والفضيل إياكم والفضيل..! والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل.. وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)، فلما سمعها قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، وجعل توبته مُجاورة البيت الحرام فتاب الله عليه، وجعله إمام الحرمين في العبادة، حيث أصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني.. توفي في مكة سنة 187ه في خلافة هارون، وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث. وقال وكيع يوم مات الفضيل بن عياض: ذهب الحزن اليوم من الأرض. وفيما يلي باقة من أشهر أقواله: - ثلاثة لا تلومهم عند الغضب: المريض والصائم والمسافر. - العمل لأجل الناس شرك، وترك العمل لأجل الناس رياء. - التواضع أن تَخْضَع للحق وتنقاد له وتقبل الحق من كل من تسمعه له. - ثلاث خصال تقسي القلب: كثرة الأكل، وكثرة النوم، وكثرة الكلام. - أشد الورع في اللسان. - لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا. - من طلب أخا بلا عيب صار بلا أخ. - لو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك. - من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. - الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك. - إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله.