الشيخ محمد صلاح الدين كبارة، عالم كبير من أعلام القرآن الكريم في العالم الإسلامي، يتميز بصوت جميل ويمثل مدرسة في أصول الألحان وقراءة القرآن وتجويده ويعد مرجعا في هذا المجال، وتسابقت الإذاعات على بث تسجيلاته فذاع صيته. ولد الشيخ محمد صلاح الدين كبارة في طرابلس بلبنان عام 1921 وتمتد جذوره إلى أسرة عريقة في التدين والتقوى والصلاح، وكان والده من كبار المنشدين أصحاب الصوت الجميل لذلك غلب على أكثر أولاده الصوت الجميل. تلقى الشيخ علومه الأولية في بلده طرابلس، فحصل على الشهادة الابتدائية عام 1934 من دار التربية والتعليم الإسلامية ثم تابع دراسته في القسم الشرعي في الدار نفسها وحصل على الشهادة الشرعية عام 1938، ثم عكف بعدها على حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد نصوح البارودي أحد أعلام قراء مدينة طرابلس، وأتم حفظ القرآن في عام 1941. سافر بعد ذلك إلى مصر قاصدا الأزهر، حيث تلقى فيه القراءات المتوافرة وأتم القراءات السبع عن طريق الشاطبية، وفي عام 1949 عينته مديرية الأوقاف الإسلامية بلبنان مدرسا للقرآن الكريم والقراءات وقام بتدريس هذه المادة في القسم الشرعي بدار التربية والتعليم الإسلامية، وفي عام 1974 تم تعيينه شيخ قراء طرابلس تقديرا لعلومه المتميزة في القراءات العشر ونبوغه فيها، بالإضافة إلى ما يتمتع به من صوت رخيم وعناية فائقة في فن التجويد. وفي عام 1982 بدأ بتدريس مادة القرآن الكريم وتجويده في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية، وبين عامي 1947 - 1948 تعاقد مع الإذاعة الفلسطينية بالقدس الشريف لتلاوة القرآن الكريم في الإذاعة وفي حرم المسجد الأقصى المبارك، وفي عام 1964 تعاقد مع الإذاعة الأردنية لتلاوة القرآن الكريم في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان المبارك. وتوفي الشيخ صلاح في 31 ديسمبر 1999.