احتضن مسجد الشيخ السنوسي بتلمسان، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة الوطنية الكبرى في حفظ متني الشاطبية والجزرية، والتي شارك فيها قرابة مائتي حافظ من مختلف الأعمار، جاءوا من عدة ولايات من الوطن. وقد أطر المسابقة ثلة من الأساتذة المختصين في هذا العلم، وهو تراث إسلامي عريق برز فيه الأمام الشاطبي الأندلسي وابن الجزري الدمشقي في منظومتهما المعروفتين بالشاطبية للإمام الشاطبي واسمها بالكامل ''حرز الأماني ووجه التهاني''، وتتضمن 1173 بيتا شعريا، موضوعها عرض الروايات والطرق عن القراء السبع، وتحديد مظاهر الاختلاف بينهم في القراءة وأصول الأداء، أما الجزرية فهي عبارة عن أبيات مقسمة إلى عدة أبواب، وموضوعها أحكام التجويد وترتيل القرآن الكريم. وحسب أحد المشرفين على المسابقة، في تصريح ل''الخبر''، بمسجد الشيخ السنوسي، فإن تلمسان اشتهرت بأعلام رفعوا هذا العلم، ومن بينهم العالم المدقق ابن مرزوق الحفيد، الذي كان يشرح الشاطبية بجامع تلمسان الأعظم في بدايات القرن الحادي عشر هجري. مضيفاً أن هذه المسابقة الأولى من نوعها لحفظ 440 بيت من الشاطبية جاءت لإحياء هذا التراث العلمي وتكوين جيل من الحفاظ والقراء. ومن جهته قال الشيخ نعيم، أحد المختصين في علم التجويد والقراءات وعضو لجنة التصحيح، إن المشاركين من الابتدائي إلى الجامعي تتفاوت قدراتهم في الحفظ وطريقة القراءة، ملفتا الانتباه إلى الطفل المعجزة معروف عبد الهادي، الذي لا يتجاوز سنه إحدى عشرة سنة وهو يحفظ القرآن كاملا ويقرأه بطريقة فريدة وصوت متميز، جعل لجنة التحكيم تنتبه لقدراته الخارقة هو المنتسب إلى مسجد عمر بن الخطاب، والجمعية الولائية التضامنية للطفولة والسلام بولاية سعيدة. ويعوِّل المشرفون على المسابقة انخراط المحسنين للمساهمة في تشجيع المتفوقين والتكفل المادي بهم، من أجل إحياء هذا العلم، لأنه من أجلّ الأعمال عند الله عزّ وجلّ فضلاً، وأوفرها أجرا، خدمة كتابه الكريم، ومعولين، أيضاً، أن تتحول المسابقة إلى تقليد سنوي لتخريج الحفظة والقرّاء للقرآن الكريم.