يستمتع بصوته العذب ملايين المسلمين، ارتبط اسمه لسنوات مضت - وما زال - بأفضل الليالي وأرفعها قدرا ومكانة عند الله، "ليلة القدر"، حيث يزحف عشرات الآلاف من الصائمين من كل حدب وصوب قاصدين مسجد "عمرو بن العاص" بمدينة القاهرة، لكي يصلوا خلفه، ويؤمّنوا على دعائه. طاف بلاد العالم، ورتل على سمع الملايين من المسلمين وغير المسلمين أجمل الذكر وأطيب الكلام، القرآن الكريم. إنه القارئ ذو الصوت المتمكن والأداء المتميز فضيلة الشيخ محمد جبريل، واحد من أشهر القراء المصريين حاليا. بدايات "إمام التراويح" كانت في سن مبكرة جدا فحين أتم الصغير عامه التاسع، أتم معه حفظ القرآن الكريم، وبدأت مشاركاته في مسابقات حفظ القرآن، اعتاد الفوز بمراكزها الأولى، حتى أنه فاز بالمركز الأول في مصر عام 1973 وهو في العاشرة من عمره، وفي عام 1974 حصل على جائزة حفظ القرآن كاملا وتجويده. ويتجاوز محمد جبريل المسابقات المحلية إلى آفاق أرحب، حين مثل مصر في المسابقة العالمية للقرآن الكريم في ماليزيا عام 1981، ويتلو ما تيسر في ملعب العاصمة ليصدح ويملأ صوته الأرجاء ويحقق المركز الأول، حتى أن المحكمين في المسابقة، يطلبون منه أن يكمل التلاوة لشدة ما ناله من استحسانهم واستحسان مئات الآلاف من الموجودين في الملعب وحوله، ويكرر التجربة في السعودية عام 1986. ويسافر جبريل إلى الأردن ليكون القارئ الخاص للملك حسين، وقبل أن يحيي احتفالات في القاهرة، تسبقه آلاف النسخ من أشرطة الكاسيت التي سجلها في الأردن، ويعود إلى مصر، ويلبي كل الدعوات التي توجه إليه للتلاوة والإمامة في المساجد حتى يستقر به المقام في مسجد عمرو بن العاص، الذي ظل يزدحم بالمصلين خلف جبريل في ليلة القدر عاما بعد عام حتى تجاوز العدد ليلة القدر نصف مليون، ليصبح محمد جبريل معلما من معالم رمضان بصوته المتفرد ودعائه الذي يمس القلب.