انتهت الدورة الثامنة من مهرجان المسرح المحترف بتتويج مسرح معسكر الجهوي بجائزة أحسن عرض. والعرض يستحق الجائزة بشهادة عديد رجالات المسرح ممن كانوا حضورا ولكن العرض بقدر ما استحق الجائزة بقدر ما طرحت حوله أسئلة تشكيكية خاصة وأن كاتب النص، لم يسبق له أن كتب نصا من قبل وأن اختصاصه هو السينوغرافيا. أسئلة الشك تدفع إلى البحث والبحث لا يخيب الباحث أبدا. وقديما قيل أن الشك هو الخطوة الأولى للقبض على الحقيقة. ترى ماهي الحقيقة التي يصل إليها الباحث في هذه الإشكالية المعسكرية نقطة البدء إذن كانت - الشك - الشك في ماذا؟ الشك في النص بالأساس والبحث كان في شعب الانرنيت. كان السؤال موجها للعم غوغل - مجرد كتابة لعنوان العرض - ذكرى في الألزاس - وجاء الرد سريعا - مسرحية قدمها المسرح الجهوي لمدينة معسكر في الدورة الثامنة للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة وأحرز بها جائزة أحسن عرض. قلت يا عم غوغل وغير هذا ماذا عندك وجاءني الرد. مسرحية - ذكرى من الألزاس - كتابة المخرجين والكاتبين والممثلين الفرنسيين Bruno Bayane و Yves Raynaud برينو باين وايف راينسو، وقد قدمت سنة 1975 في مهرجان أفنيون بفرنسا. ماذا؟ يا عم غوغل ألست مخطئا، إن نص مسرحية ذكري من الألزاس كتبه عبد الحليم رحموني. عدت أسأل غوغل مجددا.. أجاب ولد برينو باين في باريس سنة 1950 وهو روائي وكاتب مسرحي ومترجم ومخرج وممثل له العديد من الأعمال المسرحية أما ايف راينو فولد سنة 1947 بستراسبورغ وهو كذلك كاتب مترجم مخرج وممثل وله العديد من الأعمال المسرحية. أما - ذكرى من الألزاس - فهو نص مشترك بينهما وقد أخرجاه معا وقدماه في أفنيون وهو يتحدث عن الحرب العالمية الثانية في منطقة الألزاس والتي هي منطقة معروفة بقربها من ألمانيا. قلت سبحان الله - وذكرى من الألزاس - لعبد الحليم رحموني تحكي عن الحرب العالمية الثانية ومشاركة جزائريين فيها رغم أن عبد الحليم رحموني لا يعرف الألزاس ولا كان جنديا في الحرب العالمية الثانية - ربما لم يكن قد ولد بعد. إذن ما هذا؟ صراحة إنه اختلاس - سطو واضح على نص الغير وما أكثر مثل هذه العملية في النصوص التي تقدم على ركح مسارحنا في الآونة الأخيرة. والسنة الفارطة فقط وفي الدورة السابعة أشرنا إلى نص مسروق كان عنوانه "ربيع روما" وقلنا بأنه نص لكاتب مجري اسمه هيباي وعنوان نصه "النيرونية" صديقي الذي شكك في عرض معسكر ودفعني للبحث لم يقتصر شكه على النص فقط بل هو يشك حتى في الاخراج. قال أعرف مخرج النص، وأعرف مستواه وأسلوب عمله وانني أشك في الذي جاء به في - ذكرى الألزاس - إن تأكد ذلك فهي ليست الأولى فقد حدث في إحدى دورات المهرجان أن اكتشفت عمليه مشابهة كانت في عرض "فوضى الأبواب" وكان سنتها الممثل أقومي هو رئيس لجنة التحكيم وكان في عضوية لجنة التحكيم ممثل من إفريقيا سبق له أن قدم العرض مع فرقة T N P الفرنسية وأكد أن العرض ملطوش إخراجا من الاخراج الفرنسي. إن هذه الظاهرة ظاهرة اللطش - نصا وإخراحا وحتى في السينوغرافيا يجب التصدي لها وعدم السكوت عنها وإلا كنا جميعا نساهم في تبرطط الظاهرة المسرحية عندنا. قد تكون لنا وقفة أخرى مع ظاهرة اللطش في الحركة المسرحية في الجزائر بالأسماء الصريحة والأصول في القريب.