يعيش سكان حي 11 ديسمبر 1960 بدالي إبراهيم، في العاصمة، على وقع عدة مشاكل ناتجة عن انعدام الأمن والتهديد بالقتل والاعتداء بالأسلحة البيضاء. كل شيء بدأ منذ سنوات قليلة عندما تم فتح ثلاث مؤسسات ذات نشاطات، يقول عنها السكان أنها كانت تبدو محترمة، ويتعلق بالأمر بمطعم ترڤي، قاعة شاي، ومطعم تايلاندي. غير أن الأمور تغيرت منذ ثلاث سنوات بعد أن تحول نشاطها إلى سهرات على وقع الموسيقى الصاخبة التي أحدثت إزعاجا كبيرا لدى السكان، على منوال المطعم التركي "تركواز"، فيما تحولت قاعة الشاي "مراكش" إلى مكان لتدخين الشيشة يقصدها زبائن ذوو تصرفات طائشة وغير أخلاقية. وكذلك الأمر بالنسبة للسهرات الصاخبة التي تقام بالمطعم التايلاندي الذي تحول إلى "خيمة". وقد نجمت عن كل هذه التحولات التي طرأت على نشاط هذه المؤسسات مشاكل أخرى بالتجمع السكني، مثل حظائر السيارات غير القانونية والتوقف العشوائي للسيارات وانسداد المداخل الخاصة، ما تسبب في عرقلة دائمة لكافة سكان الحي. كما أن الموسيقى التي تنبعث من هذه الفضاءات الثلاثة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، والمتضمنة لكلمات بذيئة تتعدى - حسب سكان الحي - حدود الإزعاج الصوتي الليلي المحدد في القانون الجزائري، إلى الإخلال باحترام العائلات. وفي جانب آخر، تسببت نشاطات هذه المؤسسات الثلاثة في حدوث مشاجرات داخل الحي، وأغلبها تتم بين الزبائن التي يقصدونها، وآخر شجار حدث يوم 21 / 07 / 2013 بالأسلحة البيضاء، الأمر الذي أدى بالسكان إلى تنظيم وقفة احتجاجية وطالبوا بإغلاق المؤسسات الثلاثة، وهو الأمر الذي لم يرق لمالك العمارة التي تضم هذه المؤسسات، وبدل أن يحاول الاستماع إلى انشغالات المحتجين، قام بشتمهم وسبّهم.. وهدد أحد السكان بالقتل!. وبعد مجيء رئيس المجلس الشعبي البلدي لدالي ابراهيم خلال الوقفة الاحتجاجية لتفقد الأوضاع، طمأن السكان بإيجاد حل بعد 48 سنة، وهو ما حدث، حيث عاد إلى الحي بعد 72 ساعة ومعه قرار رسمي يتضمن غلق المؤسسات الثلاث كإجراء تحفظي.. وجاء قرار البلدية على خلفية عريضة المطالب التي تقدم بها كذلك سكان حي 1 1 ديسمبر 1960، وكان رد فعل صاحب العمارة من قرار رئيس المجلس الشعبي البلدي أن أقدم على تمزيق القرارات الملصقة على مدخل المؤسسة، ثم اتجه مع مجموعة من الأشخاص المنحرفين إلى أحد المساكن التي ضرب بابه وتلفظ بشتائم وتهديدات.. وهي التهديدات التي سجلت في الشكوى التي رفعها الجار لدى فرقة الدرك الوطني. ونفس الأمر حدث مع الأشخاص الآخرين من سكان الحي الذين تعرضوا للتهديد من صاحب العمارة، وآخرها إقدامه على جلب ثلاثين شابا مسلحين بقضبان حديدية وعصي، أسلحة بيضاء ومسدسات كهربائية، وقارورات الغاز المسيلة للدموع، وقاموا بمهاجمة السكان الذين صدوا الهجوم دفاعا عن أنفسهم قبل أن يهرب المعتدون!. وأمام هذا الوضع الخطير الذي يعيشه سكان الحي المذكور، قرروا من خلال عريضة تضمنت أسماءهم وإمضاءاتهم، رفض هذا الواقع الذي يهدد حياتهم وسلامتهم من طرف شخص يدوس على القانون والأخلاق وحسن الجوار، وهم في الأخير يهدفون إلى استعادة الأمن والسكينة والاحترام لا غير.