غزت، أول أمس، صور يعتقد أنها للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، العديد من الصفحات التونسية على الأنترنيت، بعدما بثها ابنه محمد بن علي على موقعه في حسابه على "انستغرام" الذي تعود ملكيته لموقع "فايس بوك" الشهير. وأثارت هذه الصور عددا من التساؤلات لا سيما بخصوص التوقيت الذي نشرت فيه والمغزى من نشرها أيضا، تزامنا مع الأزمة السياسية العميقة التي تعيشها تونس وتزامنا أيضا مع الجدل الكبير الذي خلفه الحوار المطول الذي أدلى به زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي لإحدى القنوات التونسية الخاصة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن نشر الصور المشار إليها في هذا التوقيت بالذات إنما يهدف إلى تبديد التأثير الذي يكون قد خلفه هذا الحوار وسرقة الأضواء منه. مجموعة الصور التي يرجح أن يكون محمد بن علي، وهو نجل الرئيس التونسي المخلوع، قد نشرها على حسابه في "أنستغرام" تضم صورتين اثنتين إحداهما برفقة ابنه والابتسامة على محياه، في حين أن الصورة الأخرى تظهره في الخلف وهو مرتدي "بيجامة". ويمنع على الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الإدلاء بأية تصريحات إعلامية بموجب اتفاق مع السلطات السعودية التي وفرت اللجوء والمأوى له ولعائلته، بعد الإطاحة به في ثورة شعبية كانت الأولى في ثورات الربيع العربي. وبعد فترة من نشر هذه الصور، أصبح الحساب الموجود على التطبيق المشار إليه غير متاح إلا بموافقة من صاحبه وذلك بعدما كان متاحا للمشتركين في هذا التطبيق الموجود على "الفايس بوك". ولم تعرف، على وجه الدقة، هوية من قام بإنشاء هذا الحساب الذي نشرت فيه الصور، كما لا يعرف التاريخ الدقيق لنشرها، غير أن تساؤلات كثيرة أحاطت بالتوقيت الذي جاء فيه نشر هذه الصور وتونس تعيش على وقع أزمة سياسية واقتصادية وأمنية طاحنة، في ظل معارضة شديدة للإسلاميين الذين حاربهم بن علي بضراوة في فترة حكمه، كما أن نشر هذه الصور يأتي بعد يوم واحد فقط من الحوار الذي أدلى به زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي لإحدى القنوات التونسية الخاصة، حيث ظهر وكأن نشر هذه الصور، في هذا الوقت بالذات، جاء من أجل سرقة الأضواء من هذا الحوار وتبديد تأثيره وسط الرأي العام التونسي.