شعارات تكفيرية، تهديدات للصحافة وعبارات نابية لروح بلعيد بشير الصيد: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه ستظهر مليشيات مسلحة لحماية الأحزاب السياسية" شعارات تكفيرية، تهديدات للصحافة وعبارات نابية لروح بلعيد استنجدت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بتونس، بمناضلين من حركتي الوفاء والإصلاح الإسلاميتين الجديدتين، لملء شارع بورقيبة في مسيرة شعبية تأخر عنها زعيم الحركة راشد الغنوشي. ورفعت خلال المسيرة شعارات تكفيرية وتهديدات للصحافيين التونسيين الرافضين للعنف الإسلاموي. عكس ماكان سائدا مع المسيرات الأولى للحركة النهضة التي تدير شؤون الحكم في تونس، سجّلت ”الفجر”، أمس، بشارع بورقيبة بالعاصمة التونسية، عدم استجابة الآلاف من أنصار الحركة والمتعاطفين معها الذين منحوها أصواتهم في الانتخابات الأخيرة، لندائها بمسيرة واعتصام على طول شارع لحبيب بورقيبة بوسط العاصمة تونس، وهو مابدا جليا منذ الساعات الأولى لنهار أمس، ما يؤكد ما ذهب إليه متابعون بخصوص تراجع شعبية الحركة خاصة بعد اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد وتحميل المسؤولية لوزراء النهضة في الحكومة في الفشل في توفير الأمن، في مقدمتهم وزير العدل علي لعريض إطار حركة النهضة، واستمر شارع بورقيبة خاليا من أنصار حركة النهضة إلا في حدود الساعة منتصف النهار؛ حيث بدأ يتوافد بعض مناضليها وأغلبهم من الشباب وطلبة الثانويات. وفي هذا الصدد نقلت الكثير من المصادر، أن جموع شباب الأرياف، خاصة من البطالين دفعت لهم النهضة مبلغا ماليا قدره 400 دينار تونسي، نظير المشاركة في هذه المسيرة. الجماهير القليلة التي سارعت في بداية المسيرة كانت عاملا محفزا لمصالح الأمن للتحكم في المسيرة وتنظيمها، كما أدى عدم الاستجابة لمسيرة راشد الغنوشي لاستمرار الحياة التجارية بصفة عادية جدا بوسط شارع بورقيبة. وهو الأمر نفسه بالنسبة لشوارع مارسيليا ومحمد الخامس المحاذية لشارع الرئيس بورقيبة. عدم استجابة الجماهير التونسية لمسيرة حركة النهضة، حتى من قبل أنصارها وقيادتها دفع بها للاستنجاد بالحركات السياسية الإسلامية الناشئة، منها حزب الانفتاح والوفاء وكذا حركة الإصلاح، وهي أحزاب استغلت فرصة المسيرة للتعريف ببرامجها. وقد وقفت ”الفجر” على بعض المناوشات بين مؤطري النهضة وإطارات هذه الأحزاب بفعل محاولات النهضة منع حركة الانفتاح والوفاء وكذا حركة الإصلاح من رفع راياتهما وشعاراتهما. وانضم إلى شارع المسيرة أيضا، في حدود الساعة الثانية مساء، ضحايا ثورة الياسمين وعائلات المفقودين للتنديد بتسيير البلاد من طرف أحزاب الترويكا وتهميشهم من صناعة القرار، وهي الحشود الذي أعطت النهضة انطباعا بأنهم من مواليها. تهديد للصحافة، شعارات مهددة لفرنسا وعبارات مسيئة للشهيد بلعيد ورفعت خلال هذه المسيرة شعارات تكفيرية، منها شعار تدين العلمانيين والديمقراطيين، في مقدمتهم حركة نداء تونس التي يقودها وزير الحكومة سابقا باجي قايد السبسي، كما رفعت أيضا شعارات مهددة لفرنسا ومصالحها بتونس، ومن أكبر انزلاقات حركة النهضة في مسيرة، أمس، توجيه عبارات نابية إلى روح الشهيد شكري بلعيد الذي اغتيل الأسبوع الماضي، كما مزق العشرات من السلفيين الجناح المتطرف لراشد الغنوشي الصورة المخلدة لروحها على طول شارع بورقيبة، كما حمل الجناح المتطرف في حركة النهضة شعارات تهديدية وتكفيرية للصحافة منها شعارات تصفها بكتابات الفتن، صحف العار وغيرها من العبارات اللاأخلاقية. الغنوشي في خطاب تهييجي لإنقاذ الموقف وغاب عن مسيرة زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إطاراتها من جناح الوزير الأول الجبالي، ما يؤكد وجود انشقاقات حادة بين الغنوشي وإطارات النهضة، وفي حدود الساعة الثالثة والنصف وصل رئيس الحركة راشد الغنوشي وهو يرتدي راية تنظيم القاعدة السوداء المكتوب عليها ”لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وألقى خطابا تهييجيا لتحميس الجماهير، وهو الخطاب الذي اتهم فيه بعض الأطراف بمحاولة العودة بتونس إلى نظام زين العابدين بن علي، كما جدد رفضه لمقترح الأمين العام للحركة حمادي الجبالي الذي يشغل وزير الأول تشكيل حكومة تكنوقراط معتبرا أن الأمر انقلاب على الشرعية وثورة 14 جانفي، ومؤامرة على حركة النهضة. محمد خوجة ل”الفجر”: ”الشارع ليس ملكا للنهضة بل لجميع التونسيين” من جانبه، قال محمد خوجة، رئيس جبهة الإصلاح الإسلامية الجديدة في تونس، إن مشاركة حزبه اليوم في المسيرة الشعبية ليس نصرة للنهضة بل للتمسك بشرعية المجلس التأسيسي وأضاف المتحدث في تصريح ل”الفجر”، الشارع التونسي ليس ملكا خاصا للنهضة كما يتوقعه إطاراتها وإنما هو لكل التونسيين. وأضاف محمد خوجة من شارع لحبيب بورقيبة ل”الفجر” أن حركته ضد مقترح الوزير الأول حمادي الجبالي بتدوير حكومي وحجته في ذلك أن مقترح الجبالي دون استشارة المجلس التأسيسي خطا كبير حسب تعبيره، كما أضاف رئيس حركة الإصلاح عن رفضه لمحاولات التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي. الصحافة التونسية تنتفض ضد الغنوشي مسيرة النهضة جاءت في يوم انتفضت الصحافة التونسية الصادرة فيه، بمختلف اتجاهاتها، ضد زعيمها راشد الغنوشي، متهمة إياه بديكتاتور جديد على رأس تونس خلفا للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفي هذا الصدد قالت جريدة الشروق التونسية، إحدى أكبر وأقدم الجرائد المكتوبة في تونس، في افتتاحية بالبنط العريض، إن ”زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي يقود البلاد إلى الكارثة”. وفي نفس السياق نقلت صحيفة ”السور” الصادرة بعد الثورة والتي تعاني تضييقا عليها في الإشهار بسبب انتقاداتها للتيار الإسلامي، في افتتاحيتها مقالا بعنوان ”الشعب يرفض شرعية الفشل ويريد رحيل هذا الرجل” في إشارة منها إلى راشد الغنوشي. كما نشرت جريدة ”الصباح” أيضا مقالا تحليليا، تنتقد فيه حركة النهضة، فيما نقلت جريدة المواطن لسان حال نقابة الصحفيين التونسيين مقالا في افتتاحيتها بعنوان ”شبح ديكتاتورية جديدة في أفق تونس”، في إشارة منه إلى تراجع مجال الحريات والحقوق بعد صعود حركة النهضة إلى الحكم وسيطرته على الوزارات السيادية. تونس/ رشيد حمادو عبد الستار ضيفي نائب عن الاتحاد الوطني التونسي ل”الفجر”: ”النهضة تخوض حملة انتخابية مسبقة بعد أن فشلت في تسيير المرحلة الانتقالية” قال عبد الستار ضيفي، نائب بالمجلس التأسيسي عن الاتحاد الوطني التونسي، إن ”حركة النهضة تخوض حملة انتخابية مسبقة في الوقت الذي عجزت عن التكفل بالملفات ذات الأولوية منها التحقيق في مصير 800 تونسي مفقود خلال الثورة”. وقال النائب عبد الستار ضيفي، إن كل مؤسسات تونس قصرت في دورها بما فيها المجلس التأسيسي الذي ينتمي إليه، مؤكدا أن حركة النهضة التي تحوز على الأغلبية في الحكومة والبرلمان شرعت في حملة انتخابية مسبقة على حساب مصالح تونس وذلك من خلال ”الاتجار بالدين الإسلامي الحنيف، الأمر الذي جعل من الحركة تفشل في مهامها على جميع الأصعدة ولم تجد من يراقبها”، حسب المتحدث، الذي يضيف أن أهم الملفات التي فشلت فيها حركة النهضة، الوصول إلى معرفة مصير 800 تونسي مفقود خلال ثورة الياسمين. واتهم نائب الاتحاد الوطني الديمقراطي دولة قطر بزعزعة استقرار تونس، كما أبدى ممثل الاتحاد الوطني الحر تحفظا من هيئة العقلاء التي استعان بها الوزير الأول حمادي الجبالي في حل حالة الاحتقان السياسي، بحجة وجود رجال نظام بن علي ضمن هذه الهيئة، غير أنه عبر عن تأييده لمبادرة التدوير السياسي على أمل إيجاد حل للحالة الحرجة التي تعيشها تونس. تونس: رشيد. ح بشير الصيد نقيب المحامين التونسيين سابقا ل”الفجر” ”إذا استمر الوضع على ما هو عليه ستظهر مليشيات مسلحة لحماية الأحزاب السياسية” أكد بشير الصيد نقيب المحامين التونسيين الأسبق، أن حركة النهضة بزعامة الغنوشي فشل في قيادة البلاد؛ لاسيما على الصعيد الأمني، واصفا في لقاء مع ”الفجر” أن ما تعيشه تونس هو ”مؤامرة خارجية يدعمها الإسلاميون المتشددون في تونس”. يقيم بشير الصيد، بصفته ممثلا للحقوقيين في تونس، الوضع في البلاد بعد سنتين من رحيل النظام البوليسي السابق، قائلا: ”إن الوضع على جميع الأصعدة، سيئ ومتأزم ويعيش صراعات على السلطة، حيث لم تحقق حكومة الائتلاف بتشكيلة الترويكا، أي إنجاز للتونسيين لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي فكل الميادين مشلولة خاصة المجالات الأمني، السياسي والاجتماعي، ناهيك عن الاقتصادي”. ويتهم الصيد حركة النهضة بالفشل في تسيير المرحلة الانتقالية قائلا: ”لم تحقق النهضة تنمية اجتماعية ولم تهتم بظاهرة البطالة ولم توفر الأمن للمواطن التونسي والأخطر من ذلك وجود ميليشيات مسلحة تمارس العنف نهارا جهارا ضد الصحفيين والحقوقيين والطبقة المثقفة أمام مرمى الجميع بالشارع”، مضيفا ”النهضة ووزراؤها يعرفون هذه الميليشيات المسلحة ولكنهم لم يتصدوا لها الأمر الذي ينذر بأزمة طويلة في تونس، وإن لم يتم التصدي لظاهرة العنف بكل أشكاله في أقرب وقت، فالأحزاب السياسية تكون مضطرة إلى وضع مليشيات مسلحة لحمايتها وهو حال وضع العديد من البلدان المتناحرة”. ويصف بشير الصيد حادثة اغتيال المناضل شكري بلعيد، ب”الجريمة الخطيرة التي لم تستهدف شكري بلعيد أو تيار اليسار أو الجبهة الشعبية فقط؛ بل استهدفت كل تونس ودفعت إلى تصاعد العنف السياسي”، مضيفا أن ”التحقيق في اغتيال شكري بلعيد سيضع حركة النهضة في الميزان؛ حيث تقف النتائج المحققة على قياس حياد وزارة الداخلية والعدل وما مدى تأثرها بتوجهات رئيس الحركة راشد الغنوشي”. ويخلص الصيد إلى القول إن ”تونس لم تعش ربيعا عربيا؛ بل عاشت نفس الوضع الذي عاشته سوريا وليبيا، مضيفا ”نحن أمام مؤامرة خارجية باستعمال أصوليين متشددين من داخل تونس”. مبعوث الفجر إلى تونس: رشيد حمادو تأجيل المشاورات في تونس حول حكومة تكنوقراط أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، تأجيل المشاورات بشأن التعديل الحكومي مع القوى السياسية إلى يوم غد. أرجأ حمادي الجبالي، رئيس الحكومة التونسية وأمين عام حزب النهضة الإسلامي الحاكم، المشاورات التي بدأها أول أمس، مع رؤساء الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة تكنوقراط تخرج البلاد من أزمة سياسية غرقت فيها منذ أشهر وعمقها اغتيال المعارض شكري بلعيد، إلى يوم غد الإثنين. وتقاطر ممثلون عن الأحزاب التونسية، أول أمس، على دار الضيافة بقصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة التونسية لاستكمال المشاورات النهائية حول مبادرة رئيس الحكومة حمادي الجبالي. فقد توافد ممثلون عن 16 حزباً للوقوف على الصيغة النهائية لمبادرة الجبالي. وصرح الجبالي للصحفيين عقب المشاورات بأن الجلسات ”سجلت إيجابية أثناء الحوار” وأن ”اللقاء كان على مستوى راقٍ من الشفافية”. وأوضح الجبالي: ”تواعدنا على الالتقاء يوم الإثنين” لاستكمال الحوار. وتابع رئيس الحكومة التونسية ”طلبت من رؤساء الأحزاب أن يمتنعوا عن التصريحات الصحفية ضماناً للنجاعة ونجاح الحوار ولنتجنب التصريحات والتصريحات المضادة”. وكان الجبالي قد هدد بتقديم استقالته أمس، إلى الرئيس التونسي منصف المرزوقي في حال فشلت مشاوراته مع الأحزاب السياسية حول تشكيل حكومة تكنوقراط.