يستعد القادة الغربيون لتوجيه ضربة عسكرية محتملة على سوريا متجاوزين مجلس الأمن الدولي ودون انتظار نتائج تقرير فريق التحقيق الأممي، الذي استأنف مهمته أمس الأربعاء، وذلك غداة تعليقها بسبب مخاوف أمنية، في الوقت الذي تحذر فيه موسكو من مغبة أي تدخل عسكري في سوريا. أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها "مستعدون لتحرك عملي" بخصوص سوريا ملقيا مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية على عاتق نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا" إنه ليس هناك أي شك أن المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بهذا الشكل الفظيع هو النظام السوري". وتتوافق تصريحات نائب الرئيس الأمريكي مع تأكيد عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما وفي مقدمتهم وزير الدفاع تشاك هاغل، أن القوات الأمريكية مستعدة لعمل عسكري ضد سوريا إذا ما صدرت إليها الأوامر. وفي وقت سابق أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا عن عزمهما معاقبة نظام الأسد على المجزرة التي وقعت في منطقة "الغوطة" قرب دمشق في ال 21 أوت الجاري، نتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية. بينما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن تلك المجزرة "لن تمر دون رد" فقد أكد أن فرنسا "مستعدة لمعاقبة من اتخذ القرار المشين بضرب المدنيين بالغاز". من جهتها، أدانت الجامعة العربية "الجريمة البشعة" التي ارتكبت في سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا في "تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية". وقد تحفظت الجزائر على الفقرة الرابعة من القرار التي تنص على "تقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه" وكذا الدعوة للجوء إلى مجلس الأمن. وفي تدخله خلال الجلسة المغلقة للاجتماع، طالب مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية نذير العرباوي من الجميع التحلي بقدر من المسؤولية وإدراك حساسية الموقف من خلال متابعة أعمال فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة، الذي باشر أعماله في سوريا للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية وانتظار نتائج التحقيق حتى يتم التمكن من اعتماد موقف ومتابعة مرتكبي هذه الجريمة. وجدد موقف الجزائر الذي يدين بشدة كل أعمال العنف في سوريا ولفت أن الجزائر كانت قد حذرت من توسع دائرة العنف وانعكاساته خاصة فيما يتعلق بالسلاح الكيماوي الذي راح ضحيته مواطنين أبرياء من الشعب السوري. وكانت الدول الخليجية ممثلة في المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية قد دعت خلال الجلسة الافتتاحية العلنية إلى "إدانة النظام السوري" لاستخدامه - حسبها - الأسلحة الكيماوية، فيما طالبت مصر والعراق بتقديم الدعم لفريق التحقيق الأممي والتريث لمعرفة الأدلة عن مرتكبي هذه الجريمة المدانة. وحذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن أي حل عسكري للأزمة في سوريا سيزعزع الاستقرار في هذا البلد وفي منطقة الشرق الأوسط، حسب ما أفادت به وزارة الخارجية في بيان أمس الأربعاء. وجاء في البيان أن لافروف شدد، في مكالمة هاتفية، أجراها، أول أمس الثلاثاء، مع الموفد الخاص للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي على أنه "لا بديل لحل سياسي-دبلوماسي في سوريا". وأشار لافروف في هذا الاتصال إلى أن "محاولات الحل العسكري لن تقود سوى إلى زعزعة الاستقرار أكثر في البلد والمنطقة".