توالت الأنباء حول استقالة "مرتقبة" للمبعوث الأممي-العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في الوقت الذي تكثف مجموعة المبادرة الرباعية الدولية من اتصالاتها للتحضير لاجتماع وزاري يبحث سبل الحل السياسي للأزمة بالتزامن مع إعلان دمشق عن استعدادها لاستقبال فريق التحقيق الأممي حول استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من سنتين. فقد ذكرت مصادر دبلوماسية بمجلس الأمن الاممي مساء امس الاربعاء بأن الابراهيمي سيستقيل "خلال الأيام القليلة القادمة" من منصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا مؤكدة بأنه "يرغب حقيقة في الاستقالة" لكن يتم حاليا إقناعه بالبقاء في منصبه لأيام إضافية. وما يغذي رغبة الإبراهيمي في الاستقالة -حسب تقدير الدبلوماسيين- شعوره بأن "الجامعة العربية اتخذت منحى مغايرا لمنحى الأممالمتحدة" مما يجعل آمال في بقائه في منصبه ضئيلة جدا. ولم يتم تأكيد خبر احتمال استقالة الابراهيمي من قبل مصادر رسمية في الأممالمتحدة أو الجامعة العربية حتى الآن غير الأن المبعوث الدولي لم يبعد الشكوك التي تحوم حول هذا الموضوع حيث صرح للصحفيين بمناسبة جلسته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي في 19 أفريل الماضي بأنه "ربما سيستقيل يوما". ويجري الحديث منذ عدة أسابيع عن احتمال استقالة الابراهيمي من منصبه الذي عين فيه في 17 أوت 2012 خلفا لكوفي عنان الذي استقال بدوره منه لفشله في إقناع أطراف النزاع في سوريا على وضع حد للأزمة التي تعيشها بلادهم. -المبادرة الرباعية حول سوريا تكثف اتصالاتها للتحضير لاجتماع بالقاهرة- وفي ظل استمرار احتدام الأزمة الأمنية والإنسانية التي تعيشها سوريا تكثف الأطراف الدولية والجامعة العربية من جهودها للخروج بحل سياسي ينهي سيناريو العنف الذي تشهده البلاد حيث تجري مجموعة المبادرة الرباعية حول سوريا المؤلفة من مصر وإيران وتركيا والسعودية اتصلت للتحضير لاجتماع وزاري بالقاهرة يرمي إلى دعم جهود وقف إراقة الدماء بسوريا. ويتم حاليا العمل على بلورة طرح يحشد مزيدا من الجهود لوقف سفك الدماء في سوريا وإحياء مبادرة الرباعية ويرغب في توسيع هذا المفهوم وإشراك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمبعوث المشترك لسوريا لتكون الأطراف الثلاثة راعية وضامنة لإنجاح المبادرة وتطبيقها. وقد أعربت إيران اليوم عن استعدادها لاستضافة الإجتماع المقبل للجنة الرباعية بشأن سوريا وحضورها في أي دولة على مستوى وزراء الخارجية أو الرؤساء داعية إلى الإسراع في عقده. وينقسم المجتمع الدولي بين مؤيد للحل السياسي باعتباره الحل الوحيد المناسب للأزمة في سوريا وبين داعي إلى الحل العسكري والعمليات على الأرض التي قد تنهي أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ أزيد من عامين والتي راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل وفق تقديرات الاممالمتحدة. - سوريا مستعدة لإستقبال فريق التحقيق الأممي بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية- ومع توالي الدعوات الدولية للسماح بفتح تحقيق في احتمال استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير بشار الجعفري استعداد بلاده لإستقبال الفريق الأممي للتحقيق في الموضوع. وشدد الجعفري على أن بلاده "مستعدة لاستقبال بعثة الفريق الأممي في أقل من 24 ساعة للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية في حادثة /خان العسل/ بحلب في 19 مارس الماضي على أساس الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الممثلة الخاصة المعنية بشؤون نزع السلاح السيدة انجيلا كين في 4 أفريل الماضي. وأشار إلى أن الحكومة السورية "لا تزال تنتظر معلومات بشأن الخطابات الفرنسية والبريطانية التي قيل إنها تحتوي معلومات بشأن استخدام أسلحة كيماوية في أماكن محددة في سوريا" معتبرا أن "الإدعاءات الفرنسية والبريطانية والقطرية جزء من حملة سياسية وإعلامية لزيادة الضغط علي دمشق". ومن جهته أعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نزركي أن المنظمة لم تحصل حتى الآن من الحكومة السورية على الضوء الأخضر ليباشر فريق الخبراء في التحقيق ميدانيا في احتمال استخدام اسلحة كيميائية في النزاع الجاري هناك مرحبا باستعداد السلطات السورية للتعاون بهذا الخصوص. و كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد أمس أن واشنطن "تمتلك الأدلة على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية لكنها تجهل كيف ومن استخدمها" مشيرا إلى أن "هذا الأمر يدفع الولاياتالمتحدة إلى إعادة التفكير في نطاق خياراتها بشأن القيام بتدخل عسكري في سوريا". وأكد البيت الأبيض الامريكي الأسبوع الماضي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم أسلحة كيماوية الأمر الذي وصفه أوباما في وقت سابق ب "الخط الأحمر" والذي قد يسفر عن تدخل عسكري أمريكي في هذه الحرب. كما أكد بأن الولاياتالمتحدة تبحث أولا عن "جمع المعلومات الكافية والتحقق من الوقائع" التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن نظام الأسد استعمل الأسلحة الكيماوية قبل أن تتخذ أي قرار في هذا الشأن. وفي انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الأممي والمنحى الذي ستتخذه الأزمة السورية على خلفية النتائج التي سيخرج بها يتواصل مسلسل العنف الذي تشهده البلاد مخلفا عشرات الضحايا والنازحين يوميا.