طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم أدلة لمجلس الأمن الدولي على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، ووصف اتهام الحكومة السورية باستخدام الكيماوي بأنه "هراء". أوضح "بالنسبة لموقف زملائنا الأميركيين الذين يؤكدون أن القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيماوية، ويقولون إن لديهم أدلة، حسنا، فليقدموا هذه الأدلة لمفتشي الأممالمتحدة ومجلس الأمن .. وإذا لم يقدموها فإن ذلك يعني أنه لا وجود لتلك الأدلة". وقال بوتين للصحفيين ردا على سؤال حول اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية "القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن إعطاء ورقة رابحة إلى أولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء". وأوضح بوتين أنه إذا بدأت واشنطن عمليات عسكرية منفردة ضد سوريا فسيكون أمرا "محزنا للغاية". وأشار إلى أن "أوباما - الحائز على جائزة نوبل للسلام - عليه أن يفكر في احتمال سقوط ضحايا جراء هجوم عسكري على سوريا". وفي سياق آخر، دهش بوتين للغاية لرفض البرلمان البريطاني المشاركة في توجيه ضربة لسوريا، وتوقع مناقشة الأزمة السورية في قمة مجموعة العشرين المقبلة. وقال مسؤول أمني إن دمشق تتوقع الضربة الغربية "في كل لحظة"، في وقت تستمر التحضيرات الأميركية لضربة "محدودة وضيقة" على سوريا ردا على هجوم كيماوي مفترض يتهم الغرب النظام السوري بتنفيذه. وقال المصدر في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية "نتوقع العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة". وأضاف "سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكانياتنا وبكل ما أوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد". وفي إشارة إلى التصريحات الأميركية الأخيرة، قال المصدر "كل شيء قالوه أمس مهزلة"، معتبرا أن "موقف الرأي العام الغربي هو ضدهم. قضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة ولا تمت بصلة إلى الأخلاق والقانون الدولي". وأكد أوباما الجمعة أنه وفريقه يدرسون "مجموعة من الخيارات المتاحة" للرد بعد اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية، مضيفا "مهما حصل، لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود على الأرض أو حملة طويلة (...) ندرس إمكانية عمل محدود وضيق". وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة في الولاياتالمتحدة أن 42% من الأميركيين فقط يدعمون تدخلا عسكريا أميركيا ضد النظام السوري. قال السفير مجبتي أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر إن بلاده أعلنت رفضها الشديد لأي هجوم عسكري أميركي على سوريا، مشيرا إلى أن القائد الأعلى للثورة الإيرانية أعلن أن الولاياتالمتحدة سوف تندم بشدة حال إقدامها على ذلك الهجوم أكثر من ندمها جراء تجربتها بالعراق وأفغانستان. وأوضح أماني في تصريحات صحفية أن طهران ترى أن هناك مخططا للقضاء على الجيوش العربية القوية داخل المنطقة بأشكال مختلفة، ابتداء من العراق وسوريا، لتحقيق المزيد من الأمن لما وصفه بالكيان الصهيوني.