أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أجهزة الرصد المبكر الروسية رصدت إطلاق صاروخين بالستيين صباح أمس الثلاثاء من منطقة وسط البحر المتوسط باتجاه الضفة الشرقية منه، وفق بيان بثته وكالة الأنباء الروسية. وقد نقلت وكالة رويترز عن سفارة موسكوبدمشق تأكيد عدم وجود إشارات على قصف صاروخي على سوريا. كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات جديدة بشأن الدبلوماسيين الروس في سوريا. وقالت وزارة الدفاع في البيان إن الصاروخين أطلقا في الساعة 10:16 بتوقيت موسكو (6:16 توقيت غرينتش) ورصدتهما محطات الرادار في أرمافير، جنوبروسيا. وأشارت إلى أن وزير الدفاع سيرغي تشويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بذلك. وقد انتقدت روسياالولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء لإرسالها سفنا حربية مزودة بصواريخ كروز بالقرب من سوريا قائلة إن نشر هذه القطع البحرية سيؤدي لتفاقم التوتر وله آثار سلبية على المنطقة فيما تستعد واشنطن لضربة عسكرية محتملة، وفق ما نقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن أوليج دوغاييف المسؤول بوزارة الدفاع الروسية. وتنتشر خمس مدمرات أميركية وسفينة برمائية في البحر المتوسط ربما لتوجيه ضربة محتملة بصواريخ كروز وتوماهوك إلى سوريا، وقال مسؤولون أمريكيون إن حاملة الطائرات الأميركية نيميتز وأربع سفن أخرى في مجموعتها القتالية تحركت نحو البحر الأحمر أول أمس الاثنين. وتعارض روسيا وهي واحدة من موردي الأسلحة الرئيسيين للحكومة السورية التدخل العسكري بشأن هجوم مزعوم بأسلحة كيميائية في سوريا، كما ترسل روسيا سفنا حربية جديدة إلى البحر المتوسط لكنها تقول إنه مجرد تناوب للسفن في المنطقة. من جهتها قالت تركيا إنها تملك تفويضا من البرلمان لشن عملية عسكرية على سوريا، بينما أكدت الولاياتالمتحدة أن تركيا عرضت استخدام قواعدها في حال توجيه أي ضربة لسوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت أرينتش إن تركيا تملك تفويضا من البرلمان لشن عملية عسكرية على سوريا، وإنها تتخذ كل الإجراءات الضرورية لذلك. وأكد في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمجلس الوزراء أمس أنه لدى الحكومة "تفويض برلماني لضربات" على شمال العراق وتفويض "لضربات" على سوريا. وأضاف "قمنا بدراسة في إطار التفويض بشأن سوريا للحفاظ على أمن بلادنا وإذا اقتضت الضرورة يمكننا فعل ذلك مجددا، ليس هناك شك أن مصالح تركيا مهمة أيضا". وقال إن الحكومة التركية تجري استعدادات لشن ضربة محتملة على سوريا، موضحا أنه بالنسبة لهجوم محتمل من الولاياتالمتحدة وعدة دول تعمل معها "فلا يسعنا إلا معرفة أين ستقف تركيا عند حدوث هذه الضربة". وأضاف "في الوقت الحالي فإننا نجري الاستعدادات الخاصة بنا ونتخذ الإجراءات الضرورية لعمليات انتشار محتملة قد تحدث في المستقبل". في سياق متصل، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تركيا إضافة إلى السعودية والإمارات عرضت على واشنطن استخدام قواعدها العسكرية بأي عمل عسكري محتمل ضد سوريا. وتقول تركيا إن أي تدخل دولي عسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، وتبدي استعدادها للمشاركة بأي عمل دولي ضد الأسد حتى إن كان خارج إطار الأممالمتحدة. كما وضعت أنقرة قواتها المسلحة في حالة تأهب. ومن جهتها، تقول الولاياتالمتحدة إن سوريا يجب أن تعاقب على هجوم بالأسلحة الكيمائية يوم 21 أوت وإن نزاهة حظر دولي لهذه الأسلحة على المحك، وتؤكد الحاجة لحماية مصالح الأمن القومي الأميركي وحلفاء لواشنطن مثل إسرائيل والأردن وتركيا. وسيطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس على شن ضربة عسكرية على سوريا. وحملت دمشق مقاتلي المعارضة مسؤولية الهجوم المزعوم. الى ذلك حذر الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين من خطر اندلاع "حرب إقليمية" في حال توجيه ضربة عسكرية محتملة إلى بلاده، ووجه تحذيرا خاصا إلى فرنسا من مغبة المشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا وتأثير ذلك على مصالح باريس. وطالب الأسد في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية "من يوجهون اتهامات" لنظامه بالمسؤولية عن هجوم كيميائي الشهر الماضي قرب دمشق ب«إبراز الدليل"، مشيرا إلى "تحديه" للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بهذا الخصوص، لكن رئيسي البلدين "لم يتمكنا من ذلك"، حسب قوله. وأكد الأسد أن كل من يساهم في الدعم المالي والعسكري لمن وصفهم ب«الإرهابيين" هو "عدو للشعب السوري"، مضيفا "إذا كانت سياسات الدولة الفرنسية معادية للشعب السوري فالدولة عدوته وستكون هناك عواقب سلبية بالتأكيد على المصالح الفرنسية"، كما سخر من اتهام قواته بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي. وقال الأسد في نفس المقابلة إن "الشرق الأوسط برميل بارود والنار تقترب منه اليوم"، وأضاف أن "خطر اندلاع حرب إقليمية موجود". وتزامن نشر المقابلة مع معلومات أوردتها الاستخبارات الفرنسية ونشرتها الحكومة اليوم عن أن النظام السوري هو من نفذ هجوما بالأسلحة الكيميائية في الغوطة قرب دمشق يوم 21 أوت الماضي ويمثل تهديدا للأمن الفرنسي والعالمي.