تحريك سفن حربية في "المتوسط" بوادر تحرّك عسكري أمريكي ضد النّظام السوري لاحت بوادر تحرّك أمريكي عسكري لضرب قوّات النظام السوري، فبينما قالت شبكة (سي بي أس نيوز) الأمريكية إنها علمت بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعكف على التحضيرات الأساسية لتوجيه ضربة بصواريخ كروز من البحر لقوات النّظام السوري، نقلت ((رويترز) عن مسؤول دفاعي قوله إن البحرية الأمريكية ستزيد من وجودها في البحر المتوسط بسفينة حربية. أشارت شبكة (سي بي أس نيوز) إلى أن سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي ذكرت في تغريدة لها على موقع (تويتر) أن ما حدث في ضواحي دمشق كان هجوما واضحا بالأسلحة الكيماوية، وبيّنت أن قائد القوات الأمريكية في البحر المتوسط أمر بتحريك سفن للبحرية لتكون قريبة من سوريا استعدادا لضربة محتملة بصواريخ كروز من البحر، وأوضحت أن شنّ ضربة بصواريخ كروز من البحر لن يعرّض حياة أيّ أمريكي للخطر، لكن الضربة ستكون وقائية ليس هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما التأكيد على أنه لن يفلت من فعلة استخدام أسلحة كيماوية، وأضافت أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي من المتوقّع أن يعرض خيارات بشأن الضربة في اجتماع بالبيت الأبيض، وأشارت إلى أن الأهداف المحتملة للضربة ستتضمّن مستودعات والمنصّات التي تستخدم لإطلاق الأسلحة الكيماوية، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن الرئيس باراك أوباما، الذي يعارض حتى الآن دعوات لتدخل عسكري في سوريا، لم يتخذ قرارا بعد بشأن توجيه الضربة المحتملة. وفي الإطار نقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول أمريكي أن كبار مستشاري الأمن القومي للرئيس باراك أوباما سيلتقون في البيت الأبيض مطلع الأسبوع لبحث الخيارات الأمريكية ضد الحكومة السورية، بما في ذلك احتمال القيام بعمل عسكري بسبب هجوم يبدو أنه كان بالأسلحة الكيماوية وقع الأسبوع الماضي. في سياق متّصل، نقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله إن البحرية الأمريكية ستزيد من وجودها في البحر المتوسط بسفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ كروز بسبب الحرب المتصاعدة في سوريا. وأضاف المسؤول أن السفينة ماهان كانت قد أنهت مهمتها ومن المقرر أن تعود إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، ولكن قائد الأسطول السادس الأمريكي قرر إبقاء السفينة في المنطقة. وشدّد المسؤول غير المسموح له بالتحدث علانية على أن البحرية لم تتلق أوامر بالاستعداد لأي عمليات عسكرية فيما يتعلق بسوريا. وصرح مسؤول دفاعي كبير ل (رويترز) في وقت سابق بأن المسؤولين الأمريكيين يدرسون سلسلة من الخيارات للردّ على تقارير بأن سوريا استخدمت أسلحة كيمياوية ضد المدنيين، من بينها احتمال شنّ هجمات بصواريخ كروز من البحر. على الصعيد ذاته، أشار وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بقوة إلى أن الولاياتالمتحدة تضع القوّات البحرية في أوضاع مناسبة تحسّبا لأي قرار يتخذه الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا بعد استخدام الأسلحة الكيماوية على ما يبدو. وقال هيغل للصحفيين المسافرين معه إلى ماليزيا إن (وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة، وهذا يتطلب وضع قواتنا وإمكاناتنا في أوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس). وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأمريكي في وقت سابق إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على (الأعمال الوحشية) المزعومة من جانب دمشق. ففي مقابلة حصرية مع شبكة سي أن أن بثت مساء أول أمس، وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة الأمريكية تواجه الآن إطارا زمنيا أكثر قصرا بشان اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بسوريا، رد أوباما مرارا بقوله (نعم). وحول ما تردّد عن مزاعم المعارضة السورية عن قيام قوّات الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيمياوية، ممّا أسفر عن مقتل 1300 شخص، قال أوباما إن المسؤولين الأمريكيين يقومون (الآن بجمع المعلومات، ونحن نرى مؤشّرات على أن هناك حدثا كبيرا هو مثار قلق شديد)، وحذّر من أن (الحرب الأهلية السورية) تمسّ جوهر المصالح الوطنية للولايات المتّحدة، (حيث نسعى للتأكد من عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وعلى الحاجة لحماية حلفائنا وقواعدنا في المنطقة). وقال أوباما إن الولايات المتّحدة لا يمكن أن تتورّط فعليا في سوريا دون دعم من الأممالمتحدة وتحالف دولي، وأضاف أن (القفز في مثل هذه الحالات يجعل الولاياتالمتحدة تغرق في تدخّلات باهظة الثمن وصعبة التكلفة).