في حديث جمع "الجزائر نيوز" مع الفنان الجزائري "سمير فارس"، تحدث صاحب أغنية "حلو البيبان" عن شخصيته، ألبومه، وتجربته الفنية، كما تطرق إلى المشاكل التي تحيط المجال الموسيقي في الجزائر. حدثنا عن شخصية سمير فارس؟ عادة أنا إنسان خجول جدا والموسيقى هي وسيلتي للتعبير عن كل ما يجول بداخلي. أحب الموسيقى التي تتضمن لحن القيتارة وأقتدي كثيرا بالفنانين القادرين على إحياء حفل فقط بالاعتماد على أصواتهم وآلة القيتار، مثل "فرانسيس كابريل"، "بوب ديلان"، ولطالما أحببت الأغاني الشاعرية التي تحمل معنى بداخلها. مثلي الأعلى هو "ستينغ" لأنه جيد في كل ما يقوم به، إضافة إلى "البيتلز"، "القروابي" ومحبوب الجزائريين "دحمان الحراشي". كيف بدأت رحلتك مع الموسيقى؟ اشتريت قيتارة من باب الواد في عمر الثامنة عشر، وأول المقاطع التي تدربت عليها كانت من نوع "الفولك روك" باللغة الإنجليزية، بعد تأدية العديد من المقاطع أردت كتابة كلماتي الخاصة بهذه اللغة إلا أني لم أكن متمكنا كليا منها، لذا كتبت بالفرنسية. في سنة 2001 قمت بديو مع صديقتي في الجامعة المركزية، أنا أعزف وهي تغني بالفرنسية، قدمنا عروضا في العديد من القاعات مثل "ابن زيدون" وفي الوصلات السابقة لحفلات فرقة "الدزاير"، إلا أننا افترقنا بعدها بعامين لأنها اختارت موجة القناوي ودخلت فيها. حينها قررت تجربة الكتابة باللغة العربية، مع أغنية "يالعزيزة" التي اقتبستها من أغنيتنا السابقة "baby pease come back" ونال العمل إعجابي مما شجعني على المواصلة في هذا الدرب، لأصدر أغنية "لي صار يصير"، التي ساعدني "عزالدين" عضو في فرقة "انديكس" في تسجيلها، وأقدم له الشكر بالمناسبة فقد ساعد العديد من الفنانين الشباب في تسجيل أغانيهم بالاستوديو الذي يملكه مقابل مبلغ رمزي وهذا لمساعدتهم على الانطلاق في عالم الموسيقى. أغنية "لي صار يصير" لاقت رواجا كبيرا بين الشباب حدثنا عن التجربة؟ في سنة 2004 طلب مني "بعزيز" الانضمام لمجموعته الفنية في برنامج نسمة بعدما سمع أغنية "لي صار يصير" وتم تسجيلها بين فرنسا وتونس. ولكن بسبب بعض المشاكل توقف البرنامج، فطلبت بث الأغنية على الراديو وصادفت صدى كبيرا لدى المستمعين مما أدى إلى اشتهارها. لماذا استغرقت وقتا طويلا لتسجيل باقي أغنيات الألبوم؟ أغنيات الألبوم كانت جاهزة إلا أنني واجهت صعوبة في تسجيلها بسبب المستوى الضعيف الذي يمس الصوت هنا في شركات التسجيل الجزائرية، وفي رأيي سبب هذا المشكل هو غياب المنافسة وعدم التمكن من هذا المجال. لذا قررت الاتصال بالمنتج المعروف "عبد الغاني تركي" وسجلنا الألبوم في فرنسا. لماذا اخترت أسلوب الفولك روك؟ أنا لم أختر هذا الأسلوب، بل موسيقاه هي التي تمسني أكثر من أي نوع آخر، العديد من أصدقائي نهوني عن هذا النوع الموسيقي قائلين إنه غير ناجح وجمهوره قليل في الجزائر، مما سيؤثر في مبيعات الألبوم. ولكني أتبع حدسي وحبي للفولك روك هو ما دفعني إلى الدخول في التجربة الموسيقية، كما أني لست من النوع الذي يقوم بشيء لأنه على الموضة. أفضل أن يسمعني خمسة أشخاص يحبون هذا النوع ويقدرونه على أن يسمعني مئات وأنا أغني كلمات لا معنى ولا روح لها. وعلى كل قد جمعت في الألبوم بين أنواع موسيقية عديدة فأنا لا أحب أن أنحصر في أسلوب واحد رغم حبي له. هل من فرق شابة نالت إعجابك؟ سمعت العديد من المغنيين الشباب مثل فرقة "كاميليون"، التقيت بعدها بأعضاء الفرقة وتعرفت عليهم شخصيا، هناك أيضا فرقة "الداي"، وهم جيدون جدا، "وايت ديستانس" وفرقة "سيروكو" من بليدة، مجموعة من الشباب الموهوبين الذين لم تفتح لهم أبواب الشهرة بعد، وأفتخر كل مرة أكتشف فيها موهبة شابة جديدة وأشجعهم لأني أعرف العراقيل الموجودة في المجال الموسيقي. هل من نصيحة للأسماء الجديدة في عالم الموسيقى؟ الاستمرار في المجال الموسيقي لا يعود إلى الأسلوب وإنما يبنى على ثلاثة أشياء: الإصرار، الرغبة، والأوضاع المحيطة بالفنان. الموسيقى العالمية لا تتبع الموضة ولكنها تتغير طوال الوقت بحثا عن نفس جديد وظهور أنواع جديدة لا يعني اندثار القديمة. هل يحضر سمير فارس لمشاريع جديدة؟ أحضر لألبوم جديد قريبا، وربما سأجمع مجموعة من الفنانين الشباب الجزائريين في أغنية واحدة.