رحبت الحكومة السورية بمبادرة روسية تقضي بوضع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ومن ثم تدميرها بسرعة، من أجل تفادي أي عمل عسكري غربي ضدها. أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أن الذهاب إلى مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية هو قرار سيادي اختارته سوريا، وهي على استعداد لذلك. لكنه لفت إلى أن "أي عدوان على سوريا وبغض النظر عن صفات هذا العدوان، محدودا كان أم موسعا، قصير الزمن أم طويل الزمن، سوف يقضي على كل الفرص لإيجاد حلول سياسية في سوريا،" مشددا على أنه "لا يمكن الذهاب إلى حلول سياسية على ظهر المدرعات والطائرات والأساطيل،" على حد تعبيره. وحول الاشتباكات في معلولا بين القوات الحكومية ومسلحيّ المعارضة، اعتبر وزير الإعلام السوري ما وصفه بالاعتداء على معلولا "اعتداء على الحضارة والتاريخ الإنساني،" مضيفًا أن "الاعتداء على معلولا وكنائسها ومقدساتها يجب أن يدان، ومن يتجاهل الإدانة هو شريك أو لا يفهم قيمة المقدسات". وعن الضغوط التي تمارسها دول خليجية على الولاياتالمتحدةالأمريكية للقيام بضربة ضد سوريا، وصف وزير الإعلام السوري سلوك بعض الدول الخليجية "بالمشين،" لافتا إلى أن "سلوك بعض أمراء السعودية والخليج لم يفاجئ سوريا". وجاء الترحيب على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو بعد ساعات من دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرئيس السوري بشار الأسد لتسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للمجتمع الدولي كشرط لوقف العمل العسكري ضده. وقال المعلم "ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلادها ومن ثقتنا في حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلادنا". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن العرض قدم لسوريا خلال المحادثات التي تمت مع نظيره السوري في موسكو، معربا عن أمله في تسلم رد سريع من دمشق. وفي وقت لاحق، أعلن السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي أنه تم إرجاء التصويت الأولي الذي كان مقررا الأربعاء في المجلس حول مشروع قرار يجيز توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا، وذلك أثر الاقتراح الروسي حول الترسانة الكيميائية السورية. وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية إنه لا يعتقد أن هناك حاجة إلى التصويت سريعا "لنمنح الرئيس فرصة التحدث إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ المئة وإلى 300 مليون أمريكي قبل التصويت". واشنطن من جانبها أبدت تشكيكها بالتصريحات السورية لكنها قالت إنها "ستدرس بدقة" خطة تسليم مخزونات الأسلحة الكيماوية الروسية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني، إن الإدارة الأمريكية تدرس المقترح، لكن لديها شكوك في صدقية نظام الأسد. وصدرت تصريحات مرحبة ومشككة في الوقت نفسه عن بعض المسؤولين الأمريكيين، إذ قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشبكة أم أس أن بي سي الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة تعتزم "المتابعة" مع روسيا للتأكد من الخطة التي تنص على تسليم الأسلحة الكيماوية السورية ذات صدقية. ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بعد خروجها من لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المقترح الروسي بأنه سيكون "خطوة مهمة".