تتجه الأنظار إلى مبنى الكابيتول، مقر مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، في واشنطن، حيث بدأت امس، مناقشة قرار إدارة الرئيس أوباما توجيه ضربة عسكرية لسوريا بزعم استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوي ضد شعبه. وتقوم إدارة أوباما بحملة لإقناع ممثلي الشعب الأميركي بالضربة، تقابلها حملة مناهضة يقودها الأسد للتأثير على الرأي العام الأميركي قبل التصويت المرتقب. ولا يزال الكونغرس منقسماً على نفسه بين مؤيد ومعارض ومتردد لطلب أوباما تنفيذ ضربة محدودة على النظام السوري. وفي مجلس الشيوخ، ما يزال هناك ما يقارب 50 عضواً من أصل 100 لم يحددوا موقفهم من الضربة، أما في مجلس النواب فالعدد يصل الى 182 نائب من أصل 433 نائب، ويعمل المروجون للخيار العسكري على قدم وساق لإقناع هؤلاء الأعضاء. كما يعمل أوباما بنفسه على استمالة أعضاء الكونغرس، ولهذه الغاية، اجرى لقاءات تلفزيونية امس، كما سيلقي خطاباً الى الامة، اليوم الثلاثاء، يشرح فيه موقفه. لكن تبدو مهمة الرئيس الامريكي صعبة حتى لا نقول مستحيلة، إذ جدد عدد من الاعضاء البارزين في الكونغرس تاكيدهم على أنهم لم يقتنعوا بهذه الخطوة واستبعدوا الموافقة على تنفيذ مثل هذا العمل. كما أبدى الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس خشيتهم من أن يؤدي شن ضربة عسكرية ضد سوريا الى التزام أمريكي طويل الامد هناك ويثير صراعات أوسع نطاقا في المنطقة. للاشارة سيجري مجلس الشيوخ الامريكى غد ا تصويتا حاسما على مشروع قرار الرئيس اوباما . كما تعارض العديد من الدول بما فيها الحليفة لامريكا شن هجوم على سوريا وتدعو إلى انتظار نتائج التحقيق الأممي بخصوص الاستخدام المزعزم للكيماوي مطالبة فى الوقت ذاته بحل سياسي للأزمة في بلاد الشام. لافروف: ضربة عسكرية ستفجر الإرهاب ومن روسيا حيث اجتمع بوزير الخارجية السوري وليد المعلم امس ، أكد رئيس الديبلوماسية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تبذل قصارى جهودها لوقف سيناريو الحرب على سوريا. واضاف بان امكانية الحل السلمي لا تزال موجودة، مشيرا الى ان دمشق لا تزال مستعدة لمفاوضات سلام. وحذر لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع المعلم من أن الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ضد سوريا ستؤدى لتشجيع الإرهابيين، وتفجير الارهاب بالمنطقة . كما أكد بأن نظيره السوري أبلغ روسيا استعداد النظام في دمشق للذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 دون شروط، ووجه حديثه إلى الإدارة الأميركية داعيا اياها للتركيز على الأساليب السلمية في التحول السياسي، وطالب المعارضة بتصريح مماثل حول مؤتمر السلام. من جانبه قال وزير الخارجية السوري إن بلاده جاهزة لاستقبال لجنة التحقيق بشأن السلاح الكيماوي مرة أخرى، وللتعاون مع الأصدقاء في روسيا. واشار المعلم الى استعداد النظام السوري الى الحوار مع كل القوى السياسية المؤيدة لاعادة السلام الى البلاد، الا انه حذر من ان موقف نظام بشار الاسد سيتغير في حال حصول الضربات العسكرية. ولم يصرح المعلم مباشرة عن ردّة فعل بلاده تجاه الضربة العسكرية في حال وقعت، ولكنه قال إذا حدثت الضربة «فلنا تصرف آخر». الأسد: الرد قد يأخذ أشكالا مختلفة قال الرئيس السوري بشار الأسد إن تداعيات الضربات العسكرية التي قد توجهها الولاياتالمتحدة لبلاده قد تأخذ أشكالا مختلفة ومنها آثار مباشرة وآثار غير مباشرة. وفي مقابلة مع تلفزيون (سي.بي.إس نيوز) الأمريكي بثت امس قال الأسد إنه إضافة إلى الرد المباشر فان الآثار غير المباشرة قد تشمل زعزعة الاستقرار وانتشار الإرهاب في كل المنطقة وهو ما سيؤثر على الغرب بشكل مباشر. وتابع أنه من الضروري توقع الأسوأ، وتوقع أي عمل. وقال الأسد أيضا إن سوريا تعارض استخدام الأسلحة الكيماوية وإن أي ضربات ستدعم بشكل مباشر فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وكان الرئيس السوري جدد الاحد التأكيد على انه لا وجود لدليل حاسم على هذا الهجوم الكيمياوي المزعوم وحذر من أنه وحلفاءه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسينتقمون في حال شن الغرب هجوما على بلاده. تخبط أمريكي وكيري يناقض نفسه في ظل الرفض المتزايد لضرب سوريا، يبدو التخبط الامريكي واضحا خاصة من خلال التصريحات المتناقضة التي يصدرها وزير الخارجية . ففي حين يروج جون كيري لشن عدوان على بلاد الشام، نسمعه يعلن بان الحل للنزاع السوري يجب ان يكون سياسيا وليس عسكريا. وقال كيري اثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ «دعوني اكون واضحا، ان الولاياتالمتحدة، الرئيس باراك اوباما، انا شخصيا وغيرنا، متفقون تماما على ان وقف النزاع في سوريا يتطلب حلا سياسيا، ليس هناك من حل عسكري، ليست لدينا اية اوهام بهذا الصدد». واضاف: «لن يتم العثور على الحل في ساحة القتال، بل حول طاولة المفاوضات. لكن علينا ان نصل الى هذه الطاولة». كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس إن سوريا قد تجنب نفسها هجوما عسكريا إذا سلم الرئيس السوري بشار الأسد كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل إلا أنه أضاف أن الأسد لن يفعل ذلك. وردا على سؤال لصحفي حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لوقف أي هجوم قال كيري «بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها دون تأخير ويسمح بتقديم بيان كامل عنها ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك» . لكن الخارجية الامريكية سارعت الى نفي تصريحات كيري واشارت الى ان ماقاله رئيس دبلوماسيتها هو مجرد تعبير مجازي.