افتتحت وزيرة الثقافة خليدة تومي معرض الفنان جمال طاطاح بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في الجزائر، هذا المعرض فرصة لإلقاء نظرة على مجموعة واسعة من اللوحات التي أنجزت منذ أواخر الثمانينيات حتى سنة 2012، واكتشاف عالم الفنان المبدع. ومن بين لوحاته "عالقين في الزمان وصامتين"، "المشاة"، "نساء جزائريات"، "أطفال جزائريين"، "عاطلين عن العمل"، هي أشكال يعيدها الفنان من لوحة إلى أخرى؛ تمثيلا للإنسان حول موضوعات الحياة، ويعكس رؤيته كفنان مغترب تجاه أناس بلده الأم الجزائر، فنرى صورة المرأة الجزائرية الحزينة والطفل الجزائري المنتظر. ويدرج أشكالا بشرية في حجمها الطبيعي مجردة من لحمها وحجمها في بيئات مجردة، مساحات هندسية، ومستويات من الألوان، حيث يجمع لإنجاز لوحاته بين تقنية الرسم بالشمع، الصور الفوتوغرافية ومسح الصور. وقد تقصد تسطيح شخصيات اللوحة وإلغاء تجسيماتها وتوراتها أو تموجات تفاصيلها، كما قام بوضع الإضاءة في مستوى واحد وكذلك اللون أتى بمستوى واحد في الفراغ المحيط بالشخصيات المجردة، فلوحات جمال طاطاح، تمثّل شخصيات جزائرية مجهولة، التقطها في حيز هندسي، جرى فيه تحييد الجوانب الأكثر طواعية، وإعادة التشكيل، والتجزئة، والإسقاط على قماش. يعيد الفنان استثمار تلك الشخصيات المجردة، ويأخذها من شكلها المادي إلى حالة من الوجود الحيوي المعلّق. كأن وجوه الشخصيات المرسومة تحاور صورا نقلت الواقع الجزائري الحاضر، بشخوصه وأماكنه، في عمله التشكيلي جرأة في التعامل مع الفراغ في مساحات اللوحة، حيث الشخصيات إما هاربة من اللوحة، أو هي نسخ فوتوكوبية متشابهة. وُلد طاطاح سنة 1959 قرب سانت إتيان من أبوين جزائريين. قدّم أول معرض شخصي له سنة 1999 بباريس؛ حيث انطلقت شهرته عبر أوروبا وأمريكا، ليفرض أسلوبه الحي والصامت الممزوج بعدة تقنيات، كالألوان الشمعية والصور الفوتوغرافية، ورقمنة الصورة لإعطائها بعدا واقعيا. يأتي معرض الفنان جمال طاطاح بمبادرة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر ومع أكاديمية فرنسا بروما ‘'فيلا ميديسيس'' وبالشراكة مع مؤسسة ماغ والمعهد الفرنسي بالجزائر، ويستمر من 22 سبتمبر الحالي إلى غاية 12 نوفمبر المقبل بالمتحف ذاته.