ترك وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الباب مفتوحا بشأن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. رافضا الإجابة بشكل قاطع على سؤال حول ما إذا كان سيرضخ لرغبة الجماهير المصرية بترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال السيسي: "هذا أمر عظيم وجلل، والوقت غير مناسب لهذا السؤال، في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل، التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن". وأردف: "الله غالب على أمره". جاء ذلك في الجزء الثالث من حوار صحافي لوزير الدفاع مع صحيفة "المصري اليوم"، نشرته بعددها الصادر أمس الأربعاء. وحول التلويح بقطع المعونات العسكرية الأمريكية عن مصر، أوضح السيسي أن "المعونة العسكرية تم النص عليها وتحديدها ارتباطا بمعاهدة السلام التي تستند في أركانها على توازن القوى بين الأطراف. وبالتأكيد لها عائد إيجابي على تحقيق المصالح والأهداف المصرية والأمريكية أيضا". وكشف السيسي عن أنه قد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في مذبحة الجنود الصائمين برفح، التي وقعت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرا إلى أن عدد المتورطين في المذبحة ما بين 25 إلى 30 شخصا. وأعرب عن رضائه بالنتائج التي تحققت على صعيد تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، وتوقع استمرار العمليات في سيناء لفترة قادمة لم يحددها. وعرض الفريق السيسي تفصيلا لجهود إعادة بناء القوات المسلحة وتأهيلها بعد النصر الكبير الذي تحقق على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، وكذا استعادة الجيش لمكانته بعد الفترة الانتقالية الأولى التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، وقال إن هذا الأمر كان يحتاج إلى فترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات على الأقل، إلا أنه قد تم إنجازه في شهور واستعاد الجيش ثقته بنفسه وثقة الشعب به. واعتبر السيسي أن هزيمة 1967 كانت حدثا طارئا في تاريخ العسكرية المصرية، غير قابل للتكرار، وله ظروفه، وكان يستهدف ليس فقط ضرب المشروع الوطني، وإنما المشروع القومي بالمنطقة كلها، بضرب مصر التي هي حجر الزاوية للمنطقة والمشروع القومي. وبشأن سؤال حول ما إذا كان يشعر بوجود مؤامرة تستهدف الجيش المصري باعتباره الجيش العربي الوحيد الباقي في الدائرة الضيقة للمنطقة، وكيفية التحسب لمثل هذه المؤامرات، لم يستبعد السيسي استهداف الجيش، وقال: "للأسف الشديد فإن أحد أهم المتغيرات التي طرأت على المنطقة، خاصة في دائرتها الضيقة، هو سقوط وتآكل الجيوش العربية، الأمر الذي لا يصب بالتأكيد في الصالح العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة". وأضاف السيسي: "إن منطقتنا بما تملكه من موقع وموارد وثروات، تمر خلال السنوات الأخيرة، بمرحلة إعادة صياغة وتشكيل ليس فقط بالخريطة السياسية، وإنما تشمل البناء الجغرافي والأمني، بما يتوافق مع مصالح القوى الدولية". واستطرد قائلا: "إن مختلف الدراسات تؤكد وجود تهديدات قوية لا تستهدف فقط القوات المسلحة، وإنما مختلف أركان الدولة المصرية من جيش وشرطة وقضاء واقتصاد وغيرها. لذا فالحذر والانتباه والإدراك العميق لحقائق التهديد، هو البداية الحقيقية للتحسب لمثل هذه المؤامرات. إضافة إلى التوافق والتعاون والتكاثف بين مختلف قوى الدولة لحشد الجهود وتوحيدها في اتجاه البناء والإنتاج واستعادة الأمن والاستقرار".