قدم الباليه الوطني الجزائري عرضه الراقص "الجزائر حريتي"، مساء أول أمس، بقاعة المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، ويندرج هذا العمل الفني في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. العرض الراقص الذي تعاون في تأليفه وإخراجه الكوريغرافي كل من "فاطمة الزهراء ناموس" و"مراد سنوسي"، يروي قصة مجموعة من الشباب المثقفين، غادروا مقاعد الدراسة بالثانويات والكليات للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بعد اقتناعهم أن القوة هي السبيل الوحيد لاسترجاع حريتهم. عرض كوريغرافي متناسق يجمع بين الإبداع في المزج بين حركات كلاسيكية للباليه، وحركات أخرى معاصرة ك"البريك دانس"، والأناقة في تصوير لوحات جميلة ومعبرة، تروي بتسلسل الأحداث التاريخية التي مرت بها المقاومة الجزائرية إلى غاية الاستقلال... لوحات متنوعة كانت فيها لغة الجسد المتحدث الوحيد ليثبت الراقصون بذلك أن الركح لا يحتاج إلى لغة شفهية ليوصل حكايته إلى جمهوره. الموسيقى التي صممها الشاب "سوهالي سليم"، كانت مواتية للوحات الفنية التي صورها الراقصون، نوبات تتقلب بين مشاعر متضاربة، تشعرك بفرح الشخصيات تارة وغضبها تارة أخرى، استسلامها للظلم حينا، وانتفاضها بقوة أحيانا، لينقلك هذا المزيج الموسيقي بين طيات القصة المحكية لتعيش أحداثها مع الشخصيات. السينوغرافيا والديكور كانا حجر أساس في العرض، حيث تعاون كل من "نون موسى"، و"رحموني عبد الحليم" في خلق ديكور مناسب يتماشى مع أحداث الحكاية، ليصورا للحضور فصول القصة ابتداء من فترة المدرسة، التي تمثلت في المقاعد الطويلة، انتقالا إلى فترة السجن والتعذيب التي صورتها القضبان الحديدية، ومدة المقاومة المسلحة في الجبال وصولا إلى إعلان الاستقلال، وقد رافقت شاشة "الداتا شو" العرض الذي دام أكثر من ساعة ونصف من الزمن، لتبرز صورا وفيديوهات مرافقة للتمثيلية الراقصة. العرض ضم 33 راقصا، جمع بين مواهب شابة جديدة منها 17 فنانا متربصا و15 من محترفي الباليه الوطني، أبدع فيه كل من "دريسي سفيان" في الدور الرئيسي للشاب المقاوم، "بلهادي آسيا" في دور "زهرة" الجزائر المغتصبة، التي تسهر على أبنائها وتحزن لفقدانهم ، و"معزوز وسام" التي مثلت الجزائر الفتية، جزائر المستقبل.