احتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، مساء أمس، حفلا فنيا كوريغرافيا يحمل عنوان "بيتر بان" الذي اقتبس من كتاب المؤلف الايكوسي جامس باريس من تقديم راقصي تعاونية "الهيئة" الثقافية للجزائر العاصمة. وسيتطرق هذا الحفل إلى قصة هذا الطفل الصغير الذي لا يريد أن يكبر من خلال أداء الراقص دريسي سفيان الذي سيعرض لوحات تعبر عنها حركة الأجساد التي سترافقها الموسيقى دون أن يكون هناك أي حوار بين الراقصين. وتتمثل الشخصيات الأخرى في واندي "سمار بن داود" وشقيقتيها والكابتن كروشي "فتان فارس" والساحرة كلوشات "دروك أمال" إلى جانب قراصنة. وسيؤدي أعضاء الفرقة رقصات كوريغرافية من النوع الكلاسيكي من تصميم نوارة أدامي. وأشارت أدامي إلى أن "بيتر بان حفل كوريغرافي يتطلب الكثير من الإمكانيات في مجال الديكور والأزياء، وهي قصة خيالية جد جميلة تدخلنا في عالم الأحلام وتتضمن العديد من المغامرات التي تستوقف العقل المبدع وسوف نرويها من خلال الرقص والجسد وتعابير الوجه". وأضافت أنه "صحيح أنني اكتشفت قصة بيتر بان بفضل أبنائي لكنني لاحظت أنها موجهة كذلك للكبار، ولهذا قررت تنظيم هذا الحفل". وحسب أدامي، فإن توصيل الأحاسيس والمشاعر عن طريق الرقص فقط "ليس بالأمر الهين ويتطلب بذل جهود كبيرة من قبل الراقصين والمصمم الكوريغرافي". وبعد تصميمها للحفل "عرس المحروسة" التي اختتمت به التظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، قررت هذه المصممة الكوريغرافية تنظيم حفل استعراضي فني باستعمال النوع الكلاسيكي بدلا من الرقصات الفولكلورية التي تستعمل -حسبها- "في العديد من اللوحات الاستعراضية دون تضمن قصة محددة". وبخصوص فن الكوريغرافية بشكل عام، دعت أدامي إلى إنشاء مدرسة وطنية للرقص من أجل "تأطير الراقصين العصاميين وتكوين مصممين كوريغرافيين وراقصين محترفيين". وأشارت إلى أن قلة الإمكانيات والحواجز التي يواجهها الراقصون "قد تكبح الإبداع عند هؤلاء الفنانين وتدفعهم إلى الاهتمام بالفولكلور".