يميل عمل الفنان الخطاط "محمد هديمي" إلى التشكيل المعماري بهندسة مكانية مزخرفة مستقاة من الخط العربي وتحويراته ويعتمد على قواعد المنظور في رسمه يمكن تحويله إلى معمار مختلف الأنماط، بأبعاد إسلامية وخصوصية جزائرية. والفنان هديمي أستاذ رسم وحاصل على شهادة تكوين في المسرح من معهد بوزريعة (1987)، ويكتب الشعر الغنائي منذ السبعينيات، أول أغنية غناها المرحوم سامي الجزائري عام (1974) إلى آخر أغنية غنتها سماح عقلة (1999)، وهو عضو في جمعية الجاحظية ونادي فنون وثقافة. نشط عدة فرق مسرحية محلية، ونال الجائزة الأولى الولائية مع فرقة الأمل عام 1987 بتيبازة، أول معرض وطني بقصر الثقافة عام 1993 شارك فيه بجدارية طولها 12 مترا أنجزت جماعيا. حول تجربته في الخط المعماري الجزائري كان هذا اللقاء: عن فكرة التشكيل بين الخط والعمارة قال محمد هديمي: أنا أستاذ رسم متقاعد، بعد أن درست أنواع الخطوط العربية لاحظت أنه لا يوجد خط خاص بالجزائر، هم يتقنون الخط المغربي ظنا منهم أنه جزائري لكن هذا الخط المغربي، ابتكر سنة 670 ميلادية من قبل الفاتحين بمدينة القيروان ثم انتشر في الأندلس والمغرب العربي، أردت أن أجعله مسطحا كباقي الخطوط، لكنه سيتشابه معها ولهذا حولته إلى هندسة معمارية ليكون مواكبا للعصر وأطلقت عليه اسم الخط المعماري الجزائري، فهو يجمع بين اللوحة الفنية والخط العربي وبين الخط العربي والتقنية (أي المعمار) بوضعه في أحجام منظورية مختلفة الرؤى. ويتابع محمد هديمي عن صدى تجربته: أول معرض أقمته في 2007 في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية كي يشاهده الإخوة العرب ويبدوا رأيهم فيه، وقد سجل أحد النقاد السوريين بعد أن جال بالمعرض"أنه سيوصل بالخط العربي إلى العالمية". عندما بدأت البحث فيه، عرضت تصميماته الأولى على فنانين عراقيين وسوريين، فشجعوني على الاستمرار وأرشدوني إلى أناس مختصين من سورية. وقد لاقت جهودي بالخط الجديد اهتمام المشارقة، لأنهم بالمشرق كانوا روادا، أما في الجزائر فقد اهتم به أهل الإعلام في الصحافة المكتوبة والمرئية. وعن الخطاطين الذين أثروا في تجربته، قال هديمي: الخطاط الذي علمني أول دروس الخط هو أبي "الحاج شارف هديمي" وهو مجاهد في جيش التحرير سجنه الاستعمار وكان يعلمني الخط المغربي، لكن عندما دخلت المعهد الإسلامي بالبليدة في أواخر الستينيات تعلمت على يد الأساتذة محمد سعد (الخط) ومحمد بكر (رسم) ومحمد شويحي (مسرح) وكلهم مصريون، ثم حصلت على شهادة في الرسم من معهد الأساتذة ببن عكنون، وفي المسرح من معهد بوزريعة، حيث تتلمذت على يد الأساتذة عز الدين مجوبي، زياني شريف، حميد رماس.