شهدت متوسطة العقيد سي الحواس ببئر خادم، أمس، أحداث شغب وتخريب، عقب اعتداء تلميذ في السنة الثانية متوسط على أستاذ مادة التربية البدنية وحارس المؤسسة بالسلاح الأبيض، أسفر عن إصابتهما بجروح وصفت بالخطيرة. عجز الطاقم الإداري بإكمالية العقيد سي الحواس، ببئر خادم، عن التحكم في الوضع بعد الانفلات الخطير الذي وقع بهذه المؤسسة التي كادت أن تكون مسرحا لجريمة قتل بطلها تلميذ في السنة الثانية لا يتجاوز عمره 16، ما استدعى تدخل مصالح الدرك الوطني وأعوان الحماية المدنية الذين قاموا بإسعاف الجرحى والتلاميذ الذين تعرضوا لإغماءات. وحسب تأكيد أساتذة هذه الإكمالية التي ألغيت الدراسة بها، أمس، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث اعتدى التلميذ "ا. ع" المدعو "عبدو" على أستاذ مادة التربية البدنية أثناء الحصة باستخدام شفرة حلاقة خلفت له جروحا على مستوى الوجه، بعد أن قام بضرب حارس المؤسسة الذي أصيب بجروح على مستوى الذراع. هذا الوضع دفع الأساتذة إلى الاحتجاج والمطالبة بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات المتكررة التي أضحت تطالهم في ظل غياب الأمن داخل وخارج محيط الإكمالية. وتفيد رواية التلاميذ الذين عايشوا الحادثة أن أحداث العنف والتخريب اندلعت بعد أن قام الأستاذ بضرب التلميذ بسبب اتهامه له بأنه سرق ساعة إحدى زميلاته أثناء حصة التدريب، ولأن التلميذ لم يتحمل ذلك، قاطع الحصة وغادر الإكمالية ليعود بعد ذلك بسلاح أبيض رفقة عدد من أبناء حي ديار الشمس المرحلين إلى هذه المنطقة، لتندلع على إثر ذلك أعمال الشغب والتخريب، حيث قاموا برشق المؤسسة بالحجارة والاعتداء على الأستاذ بلال قايد، مضيفين أن حارس الإكمالية حاول منع التلميذ من دخول المدرسة لكنه فشل، بعد أن اعتدى عليه بالسلاح الأبيض، ما استدعى تدخل مصالح الدرك الوطني التي أوقفت التلميذ وفتحت تحقيقا في هذه القضية. "الجزائر نيوز" انتقلت إلى الإكمالية واقتربت من أولياء التلاميذ الذين أكدوا أن حادثة الاعتداء هذه ليست الأولى من نوعها، وإنما تم تسجيل حوادث مماثلة منذ ترحيل سكان حي ديار الشمس التابع لبلدية المدنية إلى هذه المنطقة، الوضع الذي دفع العديد من الأولياء إلى التفكير في السبل التي تسمح لهم بتحويل أبنائهم إلى مؤسسات تربوية أخرى أكثر أمنا من هذه المؤسسة التي كانت تحتل المراتب الأولى في امتحانات نهاية السنة، إلا أن ما أفرزته عملية الترحيل زاد من مخاوف أولياء التلاميذ الذين تحدثوا عن مشكل الاكتظاظ الذي سيؤثر سلبا على تحصيل أبنائهم. وقد خلفت حادثة الاعتداء هذه حالة ذعر وخوف في صفوف التلاميذ، ما أدى إلى تسجيل حالات اغماء تم اسعافها بعد تدخل أعوان الحماية المدنية، وحضر ممثل مديرية التربية لولاية الجزائر غرب، الذي وقف على الأضرار التي لحقت بهذه الإكمالية الحديثة النشأة - حسبه - في غياب الأمن خارج محيط المؤسسة لاسيما وأنها تقع في منطقة شبه معزولة.