وصف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، موقف السلطات المغربية بالخاطئ وينقصه التعقل والحكمة التي يفترض أن يتم اتباعها في مثل هكذا توتر، مثمنا في ذات الوقت الموقف الرسمي الجزائري الذي يرفض الرد بالمثل على الموقف المغربي. وقال عبد الرزاق مقري:«لا يجب على الأحزاب السياسية الوطنية ولا المجتمع المدني أن يرد على الموقف المغربي وأن لا ينتهج سياسة التصعيد تجاه السلطات المغربية، خاصة أن الموقف الرسمي الجزائري يدعو إلى التهدئة وعدم صب الزيت على النار الذي قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة في ظل التواترات التي تعرفها المنطقة تعمل قوى خارجية ودعاة الفتنة إلى استغلالها. قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إن ما يجري بين البلدين من توتر ليس بجديد، لأنه مشكل بدأ منذ استقلال الجزائر وزاد تفاقما بظهور قضية الصحراء الغربية، إلا أن هذا المشكل غابت عنه الحكمة. وأضاف رئيس الجبهة أن الموقف الجزائري معروف بعقلانيته، فهو معروف بمساندته لمبدأ تقرير المصير للشعوب الذي تحترم كل الدول وتناضل من أجله الاممالمتحدة، وبذلك فإن الموقف الرسمي الجزائري يوصف دوليا أنه أقل تشنجا من موقف المغرب الذي لا يرى الموضوع من هذا الجانب، وعلق كل مواقفه مع الجزائر على هذا المشكل. واعتبر جاب الله الموقف الجزائري موقفا يستحق أن يثمن لأنه يدعو إلى التعقل وعدم صب الزيت على النار. أوضح السكريتير الأول لجبهة القوى الإشتراكية، أحمد بطاطاش، أن الأفافاس معروف بوفائه لبيان أول نوفمبرالذي تعيش الجزائراليوم ذكراه التاسعة والخمسين، الداعي لبناء اتحاد مغاربي قوي، معتبرا أن أي توتر في العلاقات بين البلدين لا يخدم بناء هذا الصرح المغاربي. وأشار إلى أن الكل على علم بأن العلاقات بين البلدين مشلولة والحدود مغلقة منذ مدة، ولا يسعنا - يقول بطاطاش- أمام هذا التصعيد الخطير في العلاقات بين الجارتين، إلا أن ندعو سلطات هذين البلدين إلى تجاوز هذا التوتر وترسيخ علاقات جديدة بينهما، من أجل ضمان استقرارالمنطقة في ظل ما تعرفه من اضطرابات أمنية. يقول خالد بونجمة، رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الإجتماعية، أن نوع التصعيد المغربي الأخير ليس عاديا، فهو ينم عن وجود حرب انتقامية بالوكالة تقف وراءها السعودية وقطر بسبب موقف الجزائر من الأزمة السورية، حيث لا يروق - إلى اليوم - الموقف الجزائري للسعودية وقطر. أضف إلى ذلك الدعم الفرنسي للمغرب، رغم الإنتعاش الاقتصادي الذي تقدمه الجزائر لفرنسا عبر شركاتها المفلسة والاستفادة من أموال الجزائر.. "إن ما فعله المغرب بالقنصلية الجزائرية مسألة غير أخلاقية، إذ تتعرض الجزائر إلى هجوم عنيف غير مسبوق، وهو استفزاز للجزائريين بكل المعايير في ذكرى غالية وعزيزة عليهم جميعا هي ثورة أول نوفمبر".