حضور مغربي قوي عرفته أشغال المؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية، أول أمس، من خلال مشاركة ثلاثة أحزاب وممثلين عن السفارة المغربية بالجزائر، طالب من خلالها ممثلو الأحزاب بضرورة دعم ومساندة الشعب الجزائري للسلطات المغربية في “استرجاع أراضيه الصحراوية"، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستياء وسط بعض مناضلي الأفافاس الذين غادروا القاعة وطالبوا الوفد المغربي بمغادرة المؤتمر والجزائر، مرددين عبارات “ديقاج". وقال رئيس اللجنة السياسية للاتحاد المغربي الاشتراكي للقوى الشعبية طالع السعود الأطلسي في كلمته أمام الحضور “نحن نأمل في أن تتدعم مساعي التعاون بين الشعبين المغربي والجزائري في منح الاستقلال الذاتي للأراضي المغربية الصحراوية". وأضاف المسؤول المغربي بأن “المغرب يكنّ كل الاحترام للزعيم والمجاهد آيت أحمد الذي يحتل مكانة خاصة بقلوب المغربيين الذين يضعونه في نفس مرتبة شهداء المغرب، حيث كانت له علاقات طيبة مع قائد جيش تحرير الصحراء المغربية، كما أنه كان ضد حركة الانفصال في بلاده". من جهته، ممثل حزب الأصالة والمعاصرة، لم يفوت فرصة إدلائه بكلمته ليوجه نداءا وصفه ب “الملّح إلى كل القوى الديمقراطية والحية في الجزائر من أجل فتح نقاش بشأن مسألة الحكم الذاتي، باعتباره شكلا من أشكال تقرير الشعوب لمصيرها لوضع حد للديكتاتوريات، ولتمكين المغرب من استرجاع لحمته المسلوبة". وأشار المتحدث إلى أن حزبه “كله أمل كذلك في أن تدرج ضمن أشغال هذا المؤتمر قضية تسريع وتيرة بناء حلم المغرب العربي الكبير وفتح الحدود بين البلدين"، ودعا إلى “إطلاق ديناميكية جديدة بين - من أسماهم- بالأصدقاء في المغرب والجزائر لبحث آليات بعث ربيع ديمقراطي فيما تبقى من الدول المغاربية". من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون السياسية للاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية بالمغرب ل “الجزائر نيوز": “نأمل في أن يبادر الطرف الجزائري بفتح الحدود بين البلدين المغرب والجزائر، بهدف إعادة الدفء في العلاقات بين الشعبين"، مشيرا إلى “أن الإخوة في الجزائر لا يتجاوبون مع نداء المغرب لفتح الحدود، رغم وجود علاقات ثنائية بين البلدين وتبادل للزيارات بين وزراء البلدين، ونحن نأمل في أن تزول الكوابح التي تقف أمام هذه الرغبة المغربية، وأن نسمع قريبا بموافقة الجزائر لفتح الحدود" . وردّ المسؤول المغربي على تساؤل “الجزائر نيوز" ما جدوى الحديث عن فتح الحدود في ظل وجود رغبات وتصريحات مغربية تمس بسيادة الجزائر، مثلما صدر مؤخرا عن حزب الاستقلال بشأن بشار وتندوف الجزائريتين بالقول: “هذا تصريح شخصي لحزب سياسي معروف في المغرب، وهذا ليس بجديد في ظل التوترات التي تعرفها العلاقات منذ سنوات عدة والتي لا تزال موجودة، وأنا حضرت في أحد المؤتمرات الدولية وكان هناك من يطالب بالأندلس، ولكن أؤكد أن هذا لا يعكس المواقف الرسمية في بلادنا ولا يمكن تحميل السلطات المغربية وشعبها مسؤولية تصريحات شخصية لا تأثير لها". تصريحات الوفد المغربي التي تصب في خدمة المخزن، أثارت استياء بعض الحاضرين الذين غادروا القاعة في حالة من الغضب، بعد أن تحول مؤتمر الأفافاس إلى منبر للوفد المغربي لتوجيه رسائل حكومة المخزن انطلاقا من الأراضي الجزائرية، من جهته سارع السكريتير الأول للأفافاس بطلب نقطة نظام في ختام أشغال افتتاح المؤتمر ليدلي بتصريح تضمن حرص حزبه على التأكيد بأن الأفافاس حريص على بناء فضاء متوسطي للتعاون واتحاد مغاربي كبير باعتباره حلما بالنسبة لهم، ولايمكن أن يتم ذلك من دون احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلّق العسكري على تصريحات الوفد المغربي بأنهم يتحملون مسؤولية ذلك. للإشارة، فإن الحضور الأجنبي لأشغال مؤتمر الدا حسين اقتصر على حزب التكتل التونسي والحزب الإشتراكي الفلسطيني والحزب الاشتراكي الفرنسي وسفيرة النمسا فقط، في حين كان حضور الوفد المغربي بارزا تمثل في ممثلين عن ثلاثة أحزاب، بالإضافة إلى ممثلين عن السفارة المغربية بالجزائر.