اللاعب المهاري الفذ "خوداداد عزيزي" المعروف ب "غزال ملبورن السريع" والذي سمي بهذا العنوان لهدف التعادل الثاني الذي سجله في مرمى استراليا وتأهلت به إيران إلى نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا. ربما كان جيل التسعينيات أفضل منتخب إيراني على مر العصور، لكن كتيبة "تيم ملي" عانت الأمرين قبل حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم فرنسا 1998. فبعدما تعادل الفريق 1-1 مع أستراليا في ذهاب الملحق بالعاصمة طهران، وجد الإيرانيون أنفسهم متخلفين بهدفين نظيفين على بعد 20 دقيقة من نهاية موقعة الإياب في ميلبورن. وبينما كانت أدعية أبناء الجمهورية الإسلامية مركزة على الابن المدلل، علي دائي، لصنع المعجزة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، جاء الفرج من بطل آخر تحمل كل المسؤولية وقاد منتخب بلاده إلى تعادل تاريخي بنتيجة 2-2. فقد كان خوداداد عزيزي وراء التمريرة الحاسمة التي قلص منها كريم باقري الفارق إلى هدف وحيد في الدقيقة 71، قبل أن يتولى صاحب القامة القصيرة بنفسه مهمة إعادة الأمور إلى نصابها بتسجيل الثاني في الدقيقة 75، مُسكتاً بذلك أفواه الجماهير الأسترالية التي قُدر عددها بحوالي 85 ألف متفرج. لقد كان الرهان كبيراً في تلك المباراة، إذ ضمن خوداداد لإيران بهدفه هذا آخر مقعدا في المونديال الفرنسي، حيث تقمص خوداداد دور المُخَلِّص من جديد في موقعة العودة، عندما أودع الكرة في شباك مارك بوسنيش وسط صمت رهيب بمدرجات ملعب ميلبورن للكريكت، ضامناً بذلك تأهلاً تاريخياً طال انتظاره. وتعليقاً على اللحظة التي أدخلته في السجلات الذهبية لكرة القدم الإيرانية، أكد عزيزي أن "علي دائي كان وراء التمريرة الدقيقة التي وضعتني وجهاً لوجه أمام الحارس، إذ لم نفقد الأمل حتى عندما كنا متراجعين بهدفين، وقد أتت جهودنا بثمارها في نهاية المطاف." ولم تكن تلك المباراة أول مناسبة يتألق فيها خوداداد على الصعيد الدولي، إذ كان المارد صاحب القامة القصيرة قد وضع بصمته في نهائيات كأس آسيا للأمم عام 1996 التي ختمها متربعاً على عرش أفضل لاعبي البطولة، بعدما قاد منتخب بلاده إلى احتلال المركز الثالث، ليُتوج في نهاية الموسم بجائزة أفضل لاعب آسيوي في السنة. وعلى مستوى منافسات الأندية، صنع عزيزي أمجاد إف سي طهران وبيرسيبوليس. كان عزيزي البالغ من العمر 26 عاما، في قمة مستواه وحصل في العام ذاته على جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية مما ساعده على الاحتراف في البوندسليغا وتحديدا في صفوف كولن الألماني، ثم انتقل بعدها إلى صفوف نادي سان خوسيه أرثكويكس حيث خاض موسماً كاملاً في الدوري الأمريكي الممتاز، إذ يُعد إلى يومنا هذا اللاعب الإيراني الوحيد الذي لعب في الولاياتالمتحدة، وفي عام 2001 لعب مع نادي النصر الإماراتي، ثم عاد إلى إيران ولعب مع نادي باس طهران، وفي عام 2005 إنتقل إلى نادي أدميرا واكر النمساوي، ولكن حدثت مشكلات مع مدرب الفريق ولم يكمل عزيزي مسيرته مع النادي وعاد إلى إيران ووقع مع نادي عقاب الإيراني، وفي آخر سنة 2005 وقع مع نادي راه آهن الإيراني. وقد اعتزل خوداداد اللعب نهائياً سنة 2006، ليتفرغ لمهنة التدريب في بلاده، حيث تولى إدارة فريق مدينته، أبومسلم، قبل أن يعمل مستشاراً تقنياً، وهو المنصب الذي يشغله حالياً مع نادي صنعت نفط عبادان.