طلب وزير العدل الفلسطيني علي مهن، أمس الجمعة، من فرنسا، تسليم تقريرها حول العينات البيولوجية لياسر عرفات إلى لجنة التحقيق الرسمية حول وفاة الزعيم الفلسطيني وإلى القضاء الفلسطيني. وقال مهنا في مؤتمر صحافي عقده في رام الله بالضفة الغربية "لم نتلق أي جواب حتى الآن من الطرف الفرنسي. لقد بعثنا برسالة جديدة إلى الفرنسيين نطالب فيها بتسريع إرسال النتائج وما زلنا ننتظر". وخلصت لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة ياسر عرفات، إلى أن وفاة الزعيم الراحل لم تكن طبيعية أو بسبب التقدم في السن أو المرض وإنما بمادة سمية، غير أنه لم يكشف عن مصدر هذه المادة. ورجح رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق، الدكتور عبد الله البشير، أن تكون وفاة عرفات نتيجة مادة سامة، مشددا على أن الزعيم الفلسطيني الراحل لم يكن يعاني من أي مرض مزمن أو حالة تفسر تدهور صحته ثم وفاته. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة في رام الله أمس الجمعة، وقدمت خلاله خلاصاتها المتعلقة بالتقريرين السويسري والروسي الواردين إليها بشأن ظروف وفاة عرفات. وأشار البشير إلى أن الاتصالات كانت مستمرة بين السلطة والفريقين الروسي والسويسري، بينما لم يستجب الفريق الفرنسي للاتصالات التي أجرتها السلطة معه ولم يقدم أي رد سواء كان إيجابيا أو سلبيا. وكانت 3 فرق من سويسرا وروسيا وفرنسا، قد أخذت عينات من رفات عرفات في نوفمبر 2012 للتحقيق فيما إذا كان تعرض للتسميم. وقال البشير إن الفريق الروسي سلم تقريره إلى السلطة في رام الله في الثاني من نوفمبر، بينما سلم الفريق السويسري تقريره إلى السلطة في جنيف في الخامس من الشهر نفسه. وأوضح أنه بعد مقارنة نتائج التقريرين، تبين وجود مادة البولونيوم المشع 210 بكميات كبيرة، وكذلك وجود مادة الرصاص المشع، مشيرا إلى أنه يمكن لأي من المادتين أن تولّد الأخرى، وفي الحالتين، فإن النتائج تدعم وفاته بمادة سمّية. وكان رئيس اللجنة توفيق الطيراوي اتهم في بداية المؤتمر الصحفي إسرائيل، وقال "إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات". وأضاف أن التقارير التي تلقتها السلطة تؤكد أن عرفات "لم يمت بسبب تقدم السن، ولم يمت بسبب المرض ولم يمت موتا طبيعيا". يشار إلى أن أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل سهى عرفات قالت الأربعاء الماضي، بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثته، إن عرفات مات مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004. وأضافت لرويترز في باريس بعدما تسلمت تقريرا من معهد فيزياء الإشعاع في مستشفى جامعة لوزان "نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي".