عبّر لخضر بريش، المعلق الرياضي الجزائري المحنك، مدير مكتب ''الجزيرة'' في إسبانيا، عن ارتياحه للمقابلة الفاصلة التي سيواجه فيها ''الخضر''، مساء اليوم، بملعب المريخ في السودان، المنتخب المصري، ولم يخف سعادته بعد أن نجا الجزائريون لاعبين ومسؤولين ومشجعين من كيد الإعلام والمتطرفين المصريين، وارتياحه ينبع من اقتناعه ككل جزائري بأن محاربي الصحراء، كما يلقبهم، سيقتلعون تأشيرة المونديال من السودان، وكشاهد موثوق فيه كان متواجدا بملعب القاهرة خلال المباراة، ورأى ما جرى بأم عينه ولم يتردد بريش في انتقاد الإعلام المصري الذي كان وراء اندلاع أحداث العنف ضد ''الخضر'' ومشجعي المنتخب الجزائري، وتساءل أين كان المسؤولون وسط ما جرى، ولماذا لم تعاقب الفيفا المصريين وسكتت؟ كيف تتوقعون نتيجة مواجهة المنتخب الوطني أمام المنتخب المصري في السودان؟ المنتخب الجزائري سيكون محاربا صامدا في ملعب المريخ أو ملعب الحفرة، كما يسمونه هناك، وسنخرج إن شاء الله من السودان، ونحن نحمل تأشيرة المونديال، خاصة أن اللاعبين يتمتعون بصحة جيدة، ومعنويات مرتفعة، هذه المباراة ستكون مباراة أشبال الشيخ رابح سعدان وسنفوز بها والأمور ستكون مختلفة تماما عن تلك التي عاشها بقساوة وتحت ضغط كبير لاعبو ''الخضر'' بعد تعرضهم للهجوم على الحافلة التي كانت تقلهم من مطار القاهرة إلى الفندق، زد على ذلك ما شاهدوه في الملعب، وأنصار الجزائر أحييهم على روحهم الرياضية وأدعوهم للصبر، وقد كافحوا هم كذلك في القاهرة وكنت شاهد عيان في الملعب، وفي المطار عند وصول المنتخب الوطني، ولا أدري ماذا حدث للمصريين و لماذا الفيفا لم تتخذ قرارا صارما بتوقيف مباراة القاهرة، لكنني من جانب آخر أنا سعيد ومرتاح لخسارة ''الخضر'' هناك في استاد القاهرة لمنطق واحد، وهو أننا لو تأهلنا هناك لكانت الكارثة، ولربما لم يكن اللاعبون وطاقم المنتخب الوطني قد تمكن من النجاة وحتى المسؤولين، وعلى رأسهم وزيرا التضامن والشباب والرياضة، لهذا فأنا سعيد ومرتاح وأحمد الله، ونحن نتوجه إلى المونديال من ملعب المريخ وليس من استاد القاهرة الجهنمي. كنت شاهد عيان في كارثة وأعمال عنف تعرض لها مشجعو ولاعبو ''الخضر''، حدّثنا عن ما رأيت من جرحى، وإن كان لديك معلومات عن قتلى في صفوف المشجعين؟ شاهدت إستفزازات ولا يمكن أن أتحدث عن حجم هذه الإعتداءات والمنتخب المصري فاز باللقاء، وما كان على المتطرفين من جمهوره أن يحتفلوا بالفوز بمثل هذه الطريقة، وماذا كان بوسع ألفين أو ثلاثة آلاف من أبناء الجزائر أن يفعلوا أمام 70 ألف مشجع مصري، وراءهم إعلام صب الزيت على النار، والغريب في الأمر أنني تنقلت عبر الطاكسي في شوارع القاهرة ولم يتعرفوا عليّ بأنني جزائري، غير أنني سمعت أقوالا لا تصدق، فالمصريون لا يروننا كما كنا نعتقد، والإعلام المصري حرّك الحقد وحقق ما كتبته صحيفة ''الغارديان'' البريطانية عندما وصفت مباراة ''الخضر'' ب ''مباراة الكراهية''، وقد أعطى الإعلام المصري، وعلى رأسه القنوات الفضائية، فرصة للعالم حتى يحوّل هذا المباراة، رغم فوز المنتخب المصري، إلى وصمة عار تاريخية وعربية ودينية. ومن جانب آخر، أتساءل أين كان رجال السياسة الجزائريون ومسؤولو المنتخب الوطني ليسكتوا عن هذه الأحداث والإستفزازات، ولماذ لم يتشبثوا بموقفهم أمام الفيفا، والذي أعلنوه عند حدوث اعتداء الحافلة، فالفيفا من جانبها ارتكبت تجاوزا صارخا بتماطلها في تسليط عقوبة قاسية على الإتحاد المصري لكرة القدم، ولعدم اتخاذها قرار نقل المباراة إلى بلد أوروبي على سبيل المثال. ماذا تنتظر من الجمهور السوداني ورد فعله الذي حسب ما تناقلته الصحافة سيكون مشجعا ل ''الخضر''؟ المنتخب الجزائري ليس في حاجة لأحد إلا لجمهوره وطاقمه الفني، ويحتاج إلى التركيز وسيلعب في بلد غير مصر يسمى السودان، رغم أن المصريين قالوا بأنهم سودانيون والبعض منهم يربط أرض السودان بحكم الملك فاروق إلى آخره من الحديث والكلام، ومنتخبنا يتمتع بقواه البدنية والمعنوية، وهذا ما يسهر عليه المسؤولون على المنتخب، وأقول لك بأن الخضر هم الأقوى في ملعب المريخ، والأوضاع ستكون مختلفة تماما، حيث سيكون الجمهور متفرقا بعد تقاسم حصص تذاكر المباراة، وسيكون الخضر محاربي الصحراء وسيكونون جنودا في الملعب، خاصة ونحن نلعب في بلد محايد وليس بملعب جهنمي، وأوكد أن البادىء كان الإعلام المصري الذي تطاول على الجزائر ورموزها. ومن جانب آخر، أحيي مشجي المنتخب الوطني على تنقلهم ووقوفهم أمام اللاعبين، وهذا ما سيدفعهم إلى لعب كرة نظيفة وجميلة وسنتمكن من الفوز. بعض وسائل الإعلام والمحللين الرياضيين كانوا قد انتقدوا الشيخ رابح سعدان بخصوص خطته التكتيكية في القاهرة، وماذا حدث في الدفاع... ما قول بريش في الأمر؟ المدرب رابح سعدان بحنكته قاد جيدا خطة الخضر وبإحكام ولم يخطىء في خطته الدفاعية، علما بأن رفيق صايفي كان مصابا، إلى جانب أن غزال لم يؤدِ الدور الذي طلب منه، والفراغ الذي أحدثه في الهجوم، سهل تحرّك المدافعين في المنتخب المصري، زد على ذلك أنه كان هناك ثلاثة لاعبين مصابين وهم زياني، عنتر يحيى وبوقرة، وسيكون الأمر مختلفا جدا في السودان، حيث سنرى منتخبا جزائريا أحسن بدنيا ومعنويا، وبعيدا عن الملعب الجهنمي ''استاد القاهرة''، سيؤدي كل لاعب الدور المطلوب منه. والفوز إن شاء الله سيكون لمحاربي الصحراء الخضر، لنبرهن من جديد بأن مستوى الكرة الجزائرية في تقدم، وبأن تصفيات المونديال ليست إلا مواجهة كروية، وليست كما صوّرتها وسائل الإعلام المصرية في شكل حرب غذّت العنف والكراهية بين الشعبين وكتبت تاريخا أسودا في علاقات البلدين.