بعد استمرارها لما يقارب الأسبوع من الزمن، اختتمت فعاليات التظاهرة الثقافية "أيام الفيلم المتوسطي بالجزائر" مساء أول أمس، بقاعة ابن زيدون، مع العرض الأخير الذي تمثل في الفيلم السينمائي "طريق حليمة" شاركت به دولة "كرواتيا". الفيلم المقتبس عن قصة واقعية يتفرع بين حياتي شخصيتين مرتبطتين ببعضهما البعض ولو افترقتا، وهما "صفية" وخالتها "حليمة". أحداث الفيلم تدور بالبوسنة أين نجد الصراع بين الطائفتين الإسلامية والمسيحية، "صفية" تقع في حب "لوفاك" المسيحي وتحبل منه، إلا أن خوفها من الفضيحة وغضب والدها المتعصب يجعلها تسلم الوليد لخالتها العاقر، التي تتبناه. وتهرب لاحقا مع حبيبها لبلدة أخرى وتتزوجه بعيدا عن الرفض المطلق لعلاقتهما الذي قوبلا به من طرف الجميع. يقفز سيناريو الفيلم مباشرة بأربعة وعشرين سنة، ليفاجئنا بأحداث متوالية، تقدم الجميع في العمر، اختفاء زوج "حليمة" وابنها "ميرزا" منذ اليوم الذي اختطفهما فيه جنود العدو... "حليمة" كغيرها من الأمهات المفجوعات لا يهدئ لها بال حتى تكتشف رفات فقيدها، وفي سبيل تحقيق ذلك تقف شامخة أمام العديد من المطبات لتبين لنا شجاعة الأم وقوتها عندما يقتصر الأمر على أبنائها.. الفيلم الذي أخرجه "أرسين أنطون إسيتوجيك" تميز بطابع درامي وحس مرهف. صور الواقع المر الذي تمخضت عنه حرب البلقان وصربيا، هو محاولة للبحث عن القيم الانسانية الضائعة وسط دوامة العرقية والتعصب، استطاعت خلاله الممثلة الرئيسية "إلغا بوكافيك" في دور "حليمة" أن تأسر الجمهور بأدائها المتميز لتجعل حضور القاعة يذرفون الدموع تعاطفا مع مأساتها اللامتناهية في عالم يتلذذ بتعذيبها. للتذكير، إن التظاهرة السينمائية "أيام الفيلم المتوسطي في الجزائر" التي دامت من ال 11 إلى 14 نوفمبر، تحت شعار "المتوسط أرض السينما"، كانت من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، تم خلالها عرض 12 فيلما سينمائيا من مختلف دول المتوسط، بقاعة "ابن زيدون" برياض الفتح.