كانت الأجواء لا توصف، أمس السبت، في محيط ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث ستجرى مباراة الخضر ضد "الخيول" البوركينابية برسم المباراة الأخيرة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وقد توافدت حشود كبيرة من أنصار الفريق الوطني من أجل الظفر بالتذاكر التي طرح منها ثلاثون ألف تذكرة للبيع، منذ أمس السبت، وفق المعطيات التي كانت قد قدمتها، في وقت سابق، إدارة المركب. بالنسبة للأنصار الذين قدموا من ولايات أخرى بعيدة، اضطر العديد منهم إلى المبيت غير بعيد عن الملعب، عند الأقارب والأصدقاء أوداخل السيارات التي تنقلوا بها، من أجل القدوم باكرا جدا أمام الشبابيك، لاسيما أن توقيت بداية بيع التذاكر كان في حدود الثامنة صباحا. وبالنسبة للشاب الهاشمي قدور، من غليزان، 25 سنة، فقد قدم إلى الملعب في حدود الخامسة صباحا - كما يقول - لكن ذلك لم يشفع له من أجل الحصول على التذاكر بفعل التدافع الكبير الذي كان موجودا بالشبابيك. ورغم أن ذات المتحدث لم يحصل على التذاكر فإن صديقه "عدة .م"، 25 سنة، ومن غليزان أيضا، كان حظه أكثر "تعاسة" بالنظر إلى ما سرده علينا.. إذ وصل إلى الشباك ودفع 1500 دج للحصول على خمس تذاكر، وهو الحد الأقصى الذي يمكن الحصول عليه، غير أنه بمجرد تأهبه لاستلام تذاكره فإن" أيادي أخرى امتدت إلى تذاكري وأخذتها مني بسرعة في ظل الزحمة"، وفق تعبيره. وفي الواقع فإن محيط الملعب كان يعج، طيلة أمس السبت، بالألوف المؤلفة من المناصرين القادمين من الولايات ال 48 عبر التراب الوطني، حتى إن عناصر الشرطة وعناصر مكافحة الشغب الذين كانوا بعين المكان تحسبا لأي طارئ، وجدوا صعوبة كبيرة في تنظيم المناصرين وتسهيل عملية اقتناء التذاكر، ما اضطرهم إلى التحلي بالصرامة في بعض الأحيان وسط صيحات الاحتجاج من طرف بعض الأنصار الذين كانوا يريدون الحصول على التذاكر بأية وسيلة. هذا الجو المشحون هو الذي جعل مثلا شابين اثنين، من الصومعة، يفشلان في الحصول على التذاكر رغم قدومهما باكرا، حيث يقول أحدهما:«بمجرد وصولي إلى الشباك وجدت نفسي بعيدا عنه مرة أخرى بفعل التدافع، ونحن ننتظر، أنا وصديقي، أن يقوم أحد معارفنا الذي لايزال موجودا في الطابور باقتناء التذاكر لنا جميعا". أن تكون الكثير من القصص التي سمعناها حبلى ب«الخيبة" في الحصول على التذاكر، لا يعني أن آخرين لم يحصلوا عليها. بل على عكس ذلك فهناك من استطاع الحصول على أكثر من التذاكر الخمسة التي طرحتها إدارة المركب الرياضي كحد أقصى يمكن الحصول عليه من طرف الشخص الواحد.. وهذا ما حدث مثلا مع طالب جامعي من ولاية المسيلة، يدرس في العاصمة، عندما أكد لنا أنه استطاع الحصول على عشر تذاكر كاملة بسعر 300 دج للتذكرة الواحدة، بعدما اشتراها - كما يقول - على دفعتين، حيث أكد لنا أيضا أنه يطمح لشراء المزيد منها من أجل زملائه وأصدقائه الذين طلبوا منه الحصول على تذاكر لهم نيابة عنهم بحكم "ارتباطهم بالدراسة". وفي الواقع فإن العديد من الشبان الذين التقينا بهم بالمكان وحتى خارجه، كانوا يعرضون بيع تذاكر خاصة بالمقابلة بأسعار تصل إلى أضعاف مضاعفة قياسا بسعرها الأصلي، حيث تراوحت أسعارها في السوق الموازية بين 1500و5000 دج!. وقد لاحظت "الجزائر نيوز" أن بيع التذاكر من خلال الشبابيك خلال فترة الصبيحة تم لفترة جد محدودة، حيث لم تبع ولو تذكرة واحدة بين العاشرة صباحا وبين منتصف نهار أمس. وقد فسرت لنا بعض المصادر أن إدارة المركب تعمدت بيع التذاكر على فترات متقطعة من أجل أن يتمكن المسؤولون من التحكم في التدفق الهائل للأنصار على شبابيك الملعب، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه تم النجاح في تحقيقه، بالنظر إلى الإقبال الهائل الذي ميزه ازدحام كبير جدا على عملية الشراء. ومن جانب آخر أكدت لنا مصادر أخرى أن تذبذب عملية البيع يعود إلى لجوء القائمين على تسويق التذاكر إلى دمغها قبل بيعها من أجل "تفادي احتمال تزويرها فيما بعد من جانب بعض المغامرين والأشرار".