شهدت بداية عملية بيع التذاكر الخاصة بالمقابلة التي ستجمع بين المنتخب الجزائري وضيفه الليبي، أمس، فوضى عارمة لم تنته إلا بعد تدخل قوات الأمن لتفريق العدد الهائل من الذين كانوا يبحثون عن تذكرة مباراة غد، برسم الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا للعام 2013 . وسط حضور جماهيري كبير، انطلقت صباح أمس عملية بيع التذاكر للمقابلة الحاسمة، المنتظرة بين المنتخبين الجزائري والليبي، في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا، وقد دفع الطابع الخاص للمواجهة بالمئات من أنصار ''الخضر'' إلى تجاهل الإجراءات التنظيمية لعملية اقتناء التذاكر، ما دفع بحدوث مناوشات بين الأنصار وقوات الأمن. واشتكى الأنصار من فتح ثلاثة شبابيك فقط لبيع التذاكر، في وقت كان أعدادهم كبيرا، ما تسبب في حدوث تدافع بين الأنصار وأيضا مناوشات بين الجماهير وأعوان مركب مصطفى تشاكر، وهو ما استنفر قوات الأمن التي تدخلت، مستعملة القوة، ما أدى بالأنصار إلى الرد عليها بالرشق بالحجارة. ولم تهدأ الأوضاع إلا بعدما طمأن مدير المركب، بلحجة، الجميع عندما خاطب الأنصار، مقررا فتح سبعة شبابيك أخرى للاستجابة لطلبات الأعداد الكبيرة من الأنصار بسرعة وخاصة دون تدافع. واشتكى أيضا الأنصار من قرار إجبار كل واحد منهم على اقتناء تذكرة واحدة، وقال البعض منهم ل''الخبر''، إنهم قدموا من مدن بعيدة، وكلفهم أصدقاؤهم باقتناء تذاكر لهم، إلا أن الإدارة قطعت الطريق، بحسبهم، أمامهم. وأكد هؤلاء أنهم لن يقتنوا التذاكر من أجل إعادة بيعها في السوق السوداء. وتتواصل عملية بيع التذاكر، اليوم، وقد تم طبع 24000 تذكرة، منها 20000 بمبلغ 200 دينار، فيما تباع ال 4000 المتبقية الخاصة بالمدرجات المغطاة بسعر 1000 دينار. ووفقا لمصادر مسؤولة، فإن السلطات المختصة ستوزع أزيد من 8 آلاف شرطي لضمان أمن المقابلة غدا، تجنبا لأي انزلاق محتمل، في ضوء حساسية المقابلة وأيضا الأجواء المشحونة التي عرفتها مواجهة الذهاب، في الدارالبيضاء، وهي المواجهة التي شهدت فوز ''الخضر'' بنتيجة 1/.0 200 شرطي في المدرجات لمنع إلقاء المقذوفات من جهة أخرى، كشف مصدر عليم بأن المديرية العامة للأمن الوطني قررت اتخاذ إجراءات جديدة من أجل منع المناصرين من إلقاء المقذوفات فوق أرضية الميدان خلال مباراة الجزائر - ليبيا. وحسب مصدرنا، فإن هذا الإجراء يقضي بتوزيع 200 شرطي في المدرّجات باللّباس الرياضي، مهمتهم مراقبة الأنصار خلال كل أطوار المباراة، حيث تم تقديم تعليمات صارمة لهم بعدم الالتفات لمتابعة المباراة. ويأتي هذا الإجراء، الذي يشبه عمل أعوان الملاعب في أوروبا، إلى ضمان التحكّم في الأنصار وتفادي أية فوضى قد تفضي إلى رشق أرضية الميدان بالمقذوفات، خاصة أن المدرّب الوطني حرص على مطالبة المناصرين بعدم الوقوع في فخ استفزازات اللّيبيين حتى لا ينجرّ عنه إجراءات عقابية من ''الكاف'' في حق المنتخب الجزائري. وتم الشروع، منذ أيام، في التحضير لطريقة عمل ال200 شرطي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، من خلال توزيعهم في أرجاء المدرجات وتقديم تعليمات لهم تتعلّق بطريقة عملهم وتعاملهم مع المناصرين.