اعتبر البيت الأبيض أن خطة المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية هي في نظره خطة "جدية وواقعية وذات مصداقية"، حسبما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية، أول أمس، قبل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالملك المغربي محمد السادس، في إطار زيارة قام بها هذا الأخير إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض، جاك كارتي، أن "هذه الخطة تمثل مقاربة ممكنة يمكن أن تلبي تطلعات سكان الصحراء الغربية لإدارة شؤونهم في إطار من السلام والكرامة"، وفق التعبير الذي استعمله ذات المتحدث. وجاء هذا الموقف الذي أعلن عنه البيت الأبيض قبل ساعات فقط من بيان مشترك آخر بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والملك المغربي محمد السادس، جاء فيه "التزم الرئيس أوباما بالاستمرار في دعم الجهود من أجل إيجاد حل سلمي ومستديم يقبله الطرفان لمسألة الصراء الغربية". وركزت الرئاسة الأمريكية على دور منظمة الأممالمتحدة في تسوية النزاع الصجراوي، مع التأكيد في البيان على أن "الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم المفاوضات التي تقودها منظمة الأممالمتحدة، لاسيما الحهد المبذول من قبل المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، كريستوفر روس، حيث تدعو الطرفين - جبهة البوليزاريو والمغرب -إلى العمل على التوصل إلى حل"، وفق مضمون البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية. وفيما يخص مسألة حقوق الإنسان للشعب الصحراوي ، أشار البيان المشترك إلى أن الرئيس أوباما والملك محمد السادس "أكدا التزامهما المشترك بتحسين الظروف المعيشية للشعب الصحراوي واتفقا على العمل سويا من أجل الاستمرار في حماية حقوق الانسان وترقيتها في إقليم الصحراء الغربية". وإذا جئنا إلى الموقف الأمريكي الذي أعلن عنه البيت الأبيض قبل انعقاد اللقاء بين الرئيس الأمريكي والملك المغربي، فإنه يكشف "تحيزا" واضحا لفائدة الرباط على الصعيد الديبلوماسي في قضية الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يدعم المقاربة التي تقول إن واشنطن مافتئت تتعامل مع المغرب كشريك سياسي واقتصادي كامل، في حين تفضل التعامل مع الجزائر كشريك أمني في محاربة الإرهاب فقط، مع العلم أن الجزائر مافتئت تعبر عن موقفها بخصوص قضية الصحراء الغربية في الساحة الديبلوماسية، وهو الموقف الذي يؤكد على ضرورة تقرير مصير الشعب الصحراوي في إطار القوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة. ويأتي تركيز واشنطن على الجانب الأمني ومحاربة الإرهاب في تعاملها مع الجزائر دون الجوانب الأخرى في "سلة" التعاملات، واضحا من خلال آخر تصريح أدلت به الأمينة المساعدة المكلفة بالشؤون الإفريقية لدى البنتاغون ، أول أمس الخميس، عندما أكدت أمام الكونغرس أن الجزائر تعد "الركيزة" في جهاز مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا.. دون أن تحمل هذه التصريحات أي أبعاد أخرى ذات علاقة بالشراكة في الجوانب الاقتصادية أوالسياسية.