عرفت ولاية البليدة، خلال الصائفة الماضية، أزمة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب طالت عاصمة الولاية والبلديات المجاورة لها، ما أثار موجة سخط واستياء في أوساط المواطنين، علما أن هذه الولاية تحظى بمنسوب من المياه الجوفية الممتد بمنطقة المتيجة من شأنه تفادي مثل هذه المشاكل إذا ما استغل بطريقة جيدة· هذه الأزمة دفعت السلطات المحلية والولائية بالبليدة إلى تسجيل العديد من المشاريع المتعلقة بهذا الجانب لتجنب هذا السيناريو مجددا بالرغم من أن والي الولاية والمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، حسين واضح، كان قد أكد في أكثر من مرة أن قدم الشبكة الخاصة بالمياه الصالحة للشرب تتسبب في فقدان وضياع زهاء 40 بالمائة من المياه، ما يدعو إلى تجديد هذه الشبكة التي تعود فترة إنجازها في غالبيتها إلى فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وليس الاهتمام فقط بإنجاز مشاريع جديدة سيكون مصير المياه التي ستجمع بها أو يتم استخراجها معروفا مسبقا في ظل الاهتراء المسجل في الشبكات الموجودة· ومن بين المشاريع الجديدة التي شرعت مديرية الري والموارد المائية بالبليدة في إنجازها مشروع حشد مياه ينابيع وادي شفة، والذي يأتي بهدف تدعيم منسوب الماء الشروب بمنطقة البليدة الكبرى، وسينجز هذا المشروع الذي يرتقب أن يحشد حوالي 200 لتر في الثانية عبر ثلاث مراحل متتالية بدءا بإنجاز قناة توصيل وحاجز مائي من شأنهما تحويل مياه الوادي إلى المحطة الرئيسية بمرامان· وحسب ما أفاد به مدير الري الولائي عمر سعدي، والذي قال في هذا الخصوص، إن انطلاق مشروع التقاط مياه وادي شفة السطحية وتحويلها إلى محطتي شفة ومرامان سيكون بهدف وصولها إلى مدينة البليدة وبمعدل 200 لتر في الثانية، وهو ما يعادل أكثر من 15 ألف لتر مكعب يوميا· المتحدث ذاته، أضاف أن هذه المياه ستدعم شبكة المياه الصالحة للشرب في مدينة البليدة الكبرى، والتي تضم كل من بلديات البليدة بوعرفة أولاد أعيش و جزء كبير من منطقة بني مراد· انطلاق المشروع، وإلى غاية الآن، عرف تقدما مسّ حوالي 06 كيلومترات· أما القنوات فوصلت نحو 13 كيلومترا، كما أن هذا المشروع يضم إنجاز حاجز مائي لتحويل المياه· الانطلاقة في هذا المشروع ستكون بعد الإعلان عن المناقصة والملف يوجد قيد الدراسة في الوقت الحالي، كما توجد محطة لتصفية المياه هي مقترحة للتسجيل في أيضا في .2010 من جهة أخرى، شرعت ذات المديرية هذه الأيام في إنجاز محطة ضخ جديدة ببلدية الشبلي، ومن المنتظر أن تدخل هذه المحطة حيز الخدمة قبل نهاية السنة الجارية المشروع، حسب ما أفاد به القائمون عليه سيساهم في تحسين منسوب المياه لبلديتي الشبلي وبوفاريك· ومن المنتظر أن يغطي حاجيات أكثر من 60 ألف نسمة بالمياه الصالحة للشرب· للإشارة، فإن هذه المحطة تندرج في إطار مشروع حشد المياه الصالحة للشرب تتجاوز طاقتها الإنتاجية 12 ألف لتر مكعب في انتظار ربطها بالطاقة الكهربائية في هذا الخصوص، قال سعدي المدير الولائي للري والموارد المائية بالبليدة أن تحسين تزود المواطنين بالمياه الصالحة للشرب في الرواق الرابط بين الشبلي وبوفاريك، سيتم فور تجسيد المشروع الذي سيعرف إنجاز مشروع حقل لالتقاط المياه ومحطة ضخ بلدية الشبلي، فيما وصلت قدرات المشروع إلى 120 ألف لتر مكعب يوميا· أما مشروع قناة الضخ، فيصل إلى حوالي 14 كيلومترا لتحويل هذه المياه من حقل الالتقاط بالشبلي إلى مدينة بوفاريك، كما ستعرف تزويد السكان وتدعيم الشبلي بالمياه الصالحة للشرب· هذا، بالإضافة إلى خزان مائي مرتفع بسعة 1000 متر مكعب، وهو في طور الإنجاز بمدينة بوفاريك، هذا المشروع سيقضي على أزمة المياه الصالحة للشرب في مدينة بوفاريك·