تفاجأ مواطنو بلدية الأربعاء، الواقعة شرق ولاية البليدة، هاته الصائفة من تقليص الحجم الساعي لتزويدهم بالماء الصالح للشرب مع انخفاض معدل تدفق هذه المادة الحيوية إلى حنفياتهم، وهو ما أثار حفيظتهم خاصة وأن الأمر تزامن مع حلول موسم الصيف الذي يصادف هاته السنة شهر رمضان الكريم. اعتاد سكان بلدية الأربعاء منذ سنوات على التزويد المنتظم بماء الشرب، حيث كانت هاته الجهة من البليدة إلى وقت قريب من بين البلديات الأوفر حظا في هذا الجانب، إلا أن الأمور أخذت منحى آخر منذ بداية السنة الجارية، حيث لاحظ المواطنون تقلص عدد ساعات تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب منذ فترة والتي كانت تتم يوميا في وقت سابق ولساعات طويلة. وحسب ما علم من مصالح الولاية، فإن الأمر راجع إلى انخفاض محسوس لمنسوب المياه الجوفية، الذي تراجع إلى حدود 50 بالمئة، ومع ذلك أفاد مصدرنا أن عملية تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب ما زالت تتم بصفة يومية ولكن مع تقليص المدة إلى نحو ساعة ونصف، حيث إن كل الأعطاب التي تم تسجيلها في وقت سابق عبر عدة نقاط من شبكة المياه الصالحة للشرب تم إصلاحها من أجل تفادي ضياع كميات أخرى من المياه. وبالرغم من تذمر المواطنين من هذا التراجع في حصتهم اليومية من المياه، إلا أن بعض المظاهر التي تدل على غياب الحس المدني ما زالت تطغى على أحياء المدينة، إذ يعمد الكثيرون إلى استعمال الأنابيب من أجل رش الأرصفة والطرقات المحاذية لمساكنهم ومحلاتهم التجارية متحججين بالرغبة في الحد من تطاير الأتربة الذي تثيره حركة المرور، وهو ما يعد تبذيرا سافرا للمياه التي حرمت منها أحياء بكاملها في مناطق أخرى من الولاية. ولا شك أن نفس المصير ينتظر الأربعاء في حال استمرار الوضع على ما هو عليه في ظل غياب ثقافة الحفاظ على هاته المادة الحيوية. مصالح ولاية البليدة وفي خطوة إيجابية لردع مثل هاته التصرفات، عمدت في الآونة الأخيرة إلى تدارك الأمر من خلال تغيير ساعات تزويد السكان بالمياه وهذا بدءا من الساعة التاسعة ليلا بدلا من الثامنة صباحا، مع توجيه نداء للمواطنين من أجل الاستعمال العقلاني للمياه. وأضاف مصدرنا أن أصحاب محطات غسل المركبات تلقوا أيضا تعليمات صارمة بخصوص استعمالهم المفرط لهاته المادة التي قد تصل إلى حد إغلاق محلاتهم في حال مخالفتهم للتعليمة التي شدّدت على الاستعمال العقلاني للمياه خلال هاته الفترة.