رغم أن نسبة امتلاء السدود حطمت كل الأرقام القياسية وبلغت 100 % جزائريون يضطرون لشراء المياه وأزمة عطش بعدة ولايات رغم أن نسبة امتلاء السدود بالجزائر بلغت 100 % إلا أن المواطن أو المستهلك مازال يعاني من تذبذب توزيع هذه المادة الحيوية فيما تبقى الكثير من المناطق تعيش أزمة عطش حادة. تتحدث الإحصائيات الأخيرة عن نسبة امتلاء بلغت 100 % خاصة بالجهة الغربية للوطن فيما فاقت 90 % بالمناطق الوسطى والشرقية نتيجة تساقط كميات معتبرة من الأمطار فاقت المعدل الفصلي مسجلة بذلك أرقاما قياسية لم تشهدها الجزائر منذ أكثر من عشريتين من الزمن إلا أن سكان المدن الكبرى خاصة مازالوا يعانون من تذبذب كبير في عملية التوزيع حيث تغيب المياه أحيانا لمدة تزيد عن الأسبوع وأكثر مثل ما يعانيه سكان مدينة سوق أهراس حيث فجرت الأمطار الغزيرة والثلوج الينابيع وعادت المجاري المائية إلى سابق عهدها خلال السبعينات وبدايات التمنيات إلى جانب توفر المنطقة على مخزون هائل من المياه الجوفية إلى جانب " سد " إلا أن المواطنين على مستوى عدة أحياء يتزودون بالمياه مرة كل عشرة أيام لمدة ساعة واحدة قد تكون عند منتصف الليل أو مع صلاة الفجر وتكون عادة المياه محملة بالأتربة غير صالحة للشرب فيما يتزود سكان ولاية قالمة بالمياه مرة كل ثلاثة أيام وأحيانا مرة كل أسبوع والكارثة الحقيقية التي يعانيها سكان ولاية الطارف خاصة بكل من شبيطة والعصفور وغيرهما أين يلجأ السكان لشراء المياه. حيث يقدر ثمن 20 لترا من المياه ب 30 دج علما أن الأغلبية تبتعد عن استهلاك تلك المياه للتشكيك في مدى صلاحيتها للشرب خاصة وأنها تكون محملة بصهاريج حديدية. علما أنه وحسب ما كان قد أكده خبراء مختصون فإن المشكل بالجزائر ليس مشكل نقص في المياه بسبب ندرة الأمطار خلال السنوات الفارطة بقدر ما هو مشكل سوء تسيير وانعدام إستراتيجية للتوزيع في حين يوجد 60 سدا إلا أن أغلب السكان المجاورين يعانون أزمة عطش حادة على غرار ولاية الطارف التي تعد من أكثر المناطق التي تزود الولاياتالشرقية بالمياه خاصة عنابة، فيما يبقى سكان المناطق الغربية يعانون أزمة عطش في انتظار إعادة هيكلة القطاع خاصة وأن مخزون الجزائر من المياه يجعلها بعد إمتلاء السدود في منأى عن شبح شح المياه لأكثر من ثلاث سنوات. وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن المواطن الجزائري يملك أقل نسبة من التزود بالمياه وتعد نسبة التزود بالمياه بالجزائر من أضعف النسب في شمال إفريقيا وحوض البحر المتوسط.