تجددت، فجر أمس الأربعاء، المواجهات المسلحة بين الجيش الليبي ومجموعة أنصار الشريعة المتشددة في بنغازي، التي أعلن سكانها العصيان حتى رحيل المجموعات المسلحة عن المدينة. ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية وشهود قولهم إن اشتباكات جديدة بين الجيش الليبي ومسلحي أنصار الشريعة اندلعت في المدينة، وذلك بعد صدامات دامية أسفرت الاثنين الماضي، عن مقتل وجرح العشرات. وقال السكان إنه أمكن سماع اشتباكات جديدة بالأسلحة النارية في 3 مناطق في بنغازي بعد منتصف الليل. في حين ذكرت مصادر أمنية أن أنصار الشريعة تحشد أيضا قوات خارج بنغازي، حيث يدفع الجيش بقافلة من التعزيزات. وتجددت المواجهات رغم تحذير الحكومة للميليشيات المسلحة وإعلان الجيش حالة النفير العام في المدينة التي شهدت أول أمس الثلاثاء، إغلاق الإدارات والمدارس والمحلات التجارية والمصارف. ولبى السكان بذلك دعوة المجلس المحلي واتحاد منظمات المجتمع المدني في بنغازي إلى العصيان المدني العام حتى خروج كافة الفصائل المسلحة غير الشرعية من المدينة وبسط سيادة الدولة. وليلة الاثنين الماضي، اجتمع رئيس الحكومة المؤقتة، علي زيدان، وعدد من وزرائه ورئيس الأركان العامة مع قادة الجيش والأمن في مقر قاعدة بنينا الجوية في بنغازي. وقال مصدر أمني لفرانس برس، إن زيدان ناقش خلال زيارته الخاطفة للمدينة ما جرى من أحداث وآليات تفعيل قرار إخلاء مدينة بنغازي من المظاهر المسلحة ودعم الجيش والشرطة. من جهته، كشف المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام، عمر حميدان، أن رئاسة المؤتمر اجتمعت الاثنين الماضي، مع وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، وتابعت معه آخر تطورات الموقف. ونقل حميدان عن الثني قوله إن وزارة الدفاع تواصلت مع جماعة أنصار الشريعة، التي طالب أعضاؤها توفير ممر آمن للخروج من المدينة بمختلف أنواع الأسلحة. لكن الثني أكد أن "مختلف قادة الجيش في المدينة تعهدوا بتوفير ممر آمن لأعضاء جماعة أنصار الشريعة للخروج من المدينة بالأسلحة الخفيفة فقط.. شرط تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للسلطات". وقال حميدان إن أعيان ومشائخ وحكماء مدينة بنغازي بالتواصل مع رئاسة المؤتمر، يعملون على تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوتر وإنهاء الخلاف، لافتا إلى حرص المؤتمر الوطني على حقن دماء الليبيين. وكان المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي، المقدم إبراهيم الشرع، أعلن أن "طائرات سلاح الجو الليبي ستقصف أي رتل عسكري من غير القوات النظامية يحاول الدخول أو الخروج من مدينة بنغازي".