دعا المجلس المحلي لمدينة بنغازي الليبية إلى العصيان المدني على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما حمّلت جماعة أنصار الشريعة بليبيا قوات الجيش مسؤولية الأحداث الدامية التي عاشتها المدينة. قال المجلس المحلي لمدينة بنغازي، في بيان نشر ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، أن المجلس المحلي في بنغازي يدعو إلى العصيان المدني في المدينة بدءاً من صباح يوم أمس،، كما أعلن الحداد مدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي، وطالب أعضاء المؤتمر الوطني العام الممثلين لبنغازي العودة إلى بنغازي فوراً، وجاءت خطوة العصيان المدني بعد يوم عصيب أعلن فيه الجيش الليبي حالة النفير العام في المدينة لمواجهة أنصار الشريعة وبعد اشتباكات أوقعت 14 قتيلاً على الأقل وأكثر من 50 جريحاً، وكانت الحكومة الليبية قد طالبت أهالي بنغازي بالتزام الهدوء إلى غاية ضبط الوضع الأمني، مؤكدة أن ما حدث في المدينة من اشتباكات يعكس ضرورة إخراج المجموعات المسلحة منها وتسليم دفة الأمن للحكومة. من جهتها حمّلت جماعة أنصار الشريعة بليبيا، والمحسوبة على التيار الجهادي قد حملت قوات الجيش مسؤولية اندلاع الاشتباكات التي وقعت أمس الأول، بمدينة بنغازي شرقي البلاد، وأوضحت الجماعة في بيان لها مساء الاثنين، أن دورية تابعة لها تعرضت لإطلاق نار في الساعات الأولى من صباح أمس الأول من قبل بعض أفراد القوات الخاصة بالجيش الليبي، ما تسبب في إشعال فتيل الاشتباكات بين الجانبين، وأضاف بيان الجماعة أن دورية للصاعقة قامت باستفزاز دورية تابعة لأنصار الشريعة المرابطة أمام جزيرة دوران البركة القريبة من موقع أنصار الشريعة، لتتطور الأمور وتتفاقم بذهاب المهاجمين إلى منطقة رأس أعبيدة وتعديهم على العيادة الخيرية والإذاعة المسموعة الخاصة بأنصار الشريعة واشتبكوا مع شباب المنطقة بعدما قاموا بالرمي بمضادات الطيران وقاذفات ال”آر. بي. جي”. يشار إلى أن الحكومة الليبية الانتقالية تواجه صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الأمن، لكن السلطة المركزية فقدت سيطرتها على هذه المجموعات التي تستأثر بمنطق القوة لفرض القانون في البلاد، كما تشهد مدينة بنغازي اغتيالات لشخصيات شرطية وعسكرية، خاصة مع الانتشار الواسع لمختلف أنواع الأسلحة بين أيدي الجماعات المسلحة، عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، كما ساعدت الأوضاع الأمنية المتدهورة في تصعيد أعمال العنف، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد.