دعا المجلس المحلي لمدينة بنغازي الليبية إلى العصيان المدني على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. كشف المجلس في بيان تلاه رئيسه محمود بورزيزة، إن المجلس المحلي في بنغازي يدعو إلى العصيان المدني في المدينة بدءاً من أمس ، ونعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي ونطلب من أعضاء المؤتمر الوطني العام الممثلين لبنغازي العودة إلى بنغازي فوراً، في حين كانت الحكومة الليبية قد طالبت أهالي بنغازي بالتزام الهدوء حتى ضبط الوضع الأمني، مؤكدة أن ما حدث في المدينة من اشتباكات يعكس ضرورة إخراج المجموعات المسلحة منها وتسليم دفة الأمن للحكومة. وأعلن الجيش الليبي النفير العام في بنغازي لمواجهة جماعة "أنصار الشريعة" بعد اشتباكات أوقعت 14 قتيلاً الأقل وأكثر من 50 جريحاً.كما طلبت الحكومة من كافة أهالي بنغازي ضرورة التزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الأمنية من ضبط الموقف الأمني من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن والتعاون الكامل معها. وهذه المواجهات هي الأولى من نوعها بين جماعة إسلامية والجيش.في حين تستمر مساع التهدئة التي يجريها عدد من مشايخ واعيان وحكماء مدينة بنغازي لاستمرار توقف إطلاق النار بين الطرفين، ومن جهتها تواجه الحكومة الليبية الانتقالية صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الأمن. لكن السلطة المركزية لم تعد تسيطر على هذه المجموعات التي تفرض القانون في البلاد.في حين تأتي أعمال العنف في بنغازي فيما اتخذت السلطات الليبية خطوات لإخراج الجماعات المسلحة من طرابلس بسبب الاستياء الشعبي في العاصمة. زيدان يؤكد أنه لا مجال للمسلحين في ليبيا أفاد مدير عام الشؤون الإدارية ومقرر لجنة الأزمة والطوارئ بوزارة الصحة صلاح عبد الدائم أن الاشتباكات بين قوات الصاعقة وأنصار الشريعة خلفت سبعة قتلى و69 جريحا، حالة بعضهم حرجة، ولا يعرف عدد الإصابات في صفوف أنصار الشريعة.كما وصل زيدان على رأس فريق ضمّ عددا من الوزراء ورئيس الأركان العامة، إلى بنغازي، لبحث تطورات الوضع الأمني المتدهور بالمدينة، وأعلن زيدان من بنغازي أنه لا مجال للتشكيلات المسلحة في كامل ليبيا، مؤكدا أن الجيش والشرطة دعامة الدولة الشرعية والقانونية، وأضاف أن الشعب قال كلمته ومنح ثقته للجيش والشرطة وعليهما أن يكونا في مستوى هذه الثقة، كما أعلن المجلس المحلي ببنغازي الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الاشتباكات، والعصيان المدني حتى تجد الحكومة والمؤتمر الوطني العام الحلول الجذرية للوضع الأمني المتدهور.ولكن عقب توقف الاشتباكات أول أمس شهدت بنغازي هدوءا حذرا، ونامت باكرا، حيث خفت حركة السيارات، كما أغلقت المحلات التجارية تحسبا لتجدد الاشتباكات، أو وقوع أعمال عنف.و أما من جهتها رفضت أنصار الشريعة هذه الرواية مؤكدة في بيان لها أن كتيبة سالم عفاريت التي تتبع الصاعقة ولا تخضع لأوامر قادتها، هي التي بادرت بإطلاق النار على دورية أنصار الشريعة، ثم قاموا بالاعتداء على مقر العيادة الخيرية والإذاعة المسموعة، في حين خرج العشرات من المتظاهرين في ميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس تضامنا مع مدينة بنغازي، ورفضا للتشكيلات المسلحة في المدن الليبية كافة.و تظاهر شباب في مدينة مصراتة رافعين شعارات تضامن مع بنغازي التي قالوا إنها في القلب، وإن الشعب الليبي واحد وموحد.