بينما كانت الجزائر تحتضن ورشة عمل إقليمية حول الألياف البصرية لشبكة الاتصالات تحت عنوان "من المقاييس إلى الإنجاز"، كانت المقرات التجارية لاتصالات الجزائر تتلقى بشكل شبه يومي شكاوى عن سوء الخدمات التي يقدمها نظام "أمسان" للألياف البصرية، حيث لا يقوى النظام على ربط الزبائن خارج نطاق تغطيته المحلية ويقف عاجزا أمام الارتباط بشبكات الأنترنت. تواجه فاطمة الزهراء دردوري، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مشكلة عويصة تتعلق بسمعة القطاع في قلب معركة تكييف الجزائر مع التوجهات التكنولوجية العالمية الجديدة، ويتعلق الأمر بنظام "أمسان" الذي يتمثل في برنامج ذكيّ يقوم برفع نوعية الخدمات الاتصالاتية الهاتفية من حيث النوعية، ويعمل بتقنية الألياف البصرية بدل الخيوط الهاتفية التقليدية التي تشكل في كل أجزاء الشبكات النسبة الإجمالية. فالزبائن الذين ربطتهم اتصالات الجزائر بهذا النظام من حيث الأنترنت والخطوط الهاتفية يعانون من مشاكل يومية. يقول زبون في شهادته ل"الجزائر نيوز" إنه يعاني من بيروقراطية شائكة "انتهت بي إلى التيقن بأن نظام أمسان غير صالح حاليا في الجزائر"، موضحا: "لقد تقدمت بطلب الاشتراك في الهاتف الثابت لدى اتصالات الجزائر. ولكن دون إبلاغي تم ربطي بهذا النظام واكتشفت بعد إطلاق خدمة الهاتف بأنني لا أستطيع إجراء مكالمات خارج منطقة التغطية التي تضمنها الشبكة الرئيسية". ويُضيف زبون آخر: ".. ناهيك عن عجز النظام على الارتباط بالشكل التقليدي مع شبكة الأنترنت". هذه المعلومات، يقول أحد الزبائن أنه توصل إليها عقب اتصالات ماراطونية مع إحدى المصالح التجارية بالعاصمة، إذ "بعد عدد من اللقاءات مع أعوان تجاريين أكدوا لي أنهم عاجزون عن إطلاق كافة الخدمات المتعلقة بهذا النظام، ومنها ربطه مع شبكات الهاتف خارج منطقة التغطية للخط الذي يجري المكالمة وكذا شبكة الهاتف، ويتعين عليهم دعوة خبراء من الخارج لتسوية الوضعية". وتطرح هذه الإشكالية جدوى تحسين الخدمات عبر صفقات بالملايير تصرف من الأموال العمومية، بينما في الواقع تقدم خدمات رديئة. ويقول زبون آخر مرتبط بهذا النظام إنه تناهى إليه أن النظام مركب من طرف صينيين، مشككا في نوعية هذا النظام والخدمات التي يُقدمها. بكن بالنسبة لمسؤولي اتصالات الجزائر "لا يُمكن المغامرة باقتناء نظام لا تُضمن معه مرافقة دائمة بالصيانة".